كَوْنٌ رَحْبٌ.. كانَ الكَوْنُ البديع
أطيافُ نورٍ تجوبُهُ، بِـ جمالِها نضيع
حتّىٰ لحظةٍ معيّنةٍ؛ حينَ دقَّ بابَنا..
زائرٌ شنيع!
زائرٌ لَـ طالَما هاجمتُهُ بِـ الدّمعِ والقلم
بِـ حروفٍ ممزوجةٍ
بِـ الدّمِّ والألم
وعلىٰ ما يبدو.. عادَ لِـ ينتقم بِـ شكلٍ مُريع!
كَوْنٌ رَحْبٌ.. كان لَـ طالَما شعرتُ فيهِ بِـ الاطمئنان
حتّىٰ دقَّ بابَنا -من جديدٍ-
السّرطان
فَـ أيقنتُ أنَّ الموتَ سريع!
مرضٌ غريب
مرضٌ عجيب
لا أدري آليّةَ اختيارِهِ لِـ ضحاياهُ
لَٰكنَّني موقنةٌ أنَّهُ مؤلمٌ للجميع!
فَـ أنا شخصيًّا لم يزرني
لَٰكنَّهُ آلمَني وأخذَ روحي منّي وما بعدَهُ، الحزنُ تبيع!
أخذَ منّي هَٰذهِ الزّيارةِ غاليًا
بعدَ صلاةِ الفجرِ تمامًا
أربعةٌ وعشرونَ وألفانِ،
ثلاثونَ من آب كانَ يومُ التّوديع!
فراقٌ وحزنٌ ودموعٌ وقلب صريع!
هَٰذا ما تركَهُ لي مرضٌ خبيثٌ، شائكٌ، سامٌّ
لَـ طالَما مثّلَ علينا أنَّهُ وديع!
لَٰكنَّهُ حقيقةً، كَ الأفعى تلتفُّ بِـ سلاسةٍ حولَ فريستِها
ثمَّ تعصرُها فجأةً بِـ شكلٍ فظيع!
مرضٌ خريع..
مرضٌ رديع..
مرضٌ وشيع..
ولَٰكنَّهُ أيضًا، مع الأسف، مرضٌ قريع!
بقلم دعاء الخطيب – الأردن