دُعاء الخطيب – الأردن
“رحلَت أمّي! لم تقُلْ حتّىٰ وداعًا! كانت آخرُ كلماتِها “بدّي أصلّي!”.. رحلَت سريعًا كَ نسمةٍ خفيفةٍ مرَّت وما ضرَّت!
كانت أمّي امرأةً بشوشةً تحبُّ الحياة!”
هَٰذا كلُّ ما جادَ بهِ قلمُها للآن؛ فَـ هي لم تعتد الكتابةَ عن أمِّها، كانت كلَّما حنَّت؛ ذهبَت لِـ حضنِ أمِّها! لَٰكن، الأمرُ مختلفٌ هَٰذهِ المرّة؛ فَـ لا حضنُ أمِّها موجود، ولا أمُّها ها هنا!
فَـ أصبحت كلَّما حنَّت؛ بكَت، ثمَّ أمسكت القلمَ علَّها كتبَت…
“كيفَ أكتبُ عن رحيلِها، في حينِ عقلي مازالَ لا يستوعبُ الحدث؟ أتأمّلُ زوايا البيتِ وأركانَهُ علَّني أجدُها واقفةً مبتسمةً كَ عادتِها.. لَٰكن، كلُّ ما يقابلُني هو جدرانٌ بائسةٌ حزينةٌ تبكي غيابَ بهجتِها..”
تحاولُ رصفَ مشاعرِها في قصيدٍ موزونٍ يتحدّثُ عن نبعٍ ماانفكَّ يفعُمُ بِـ عطاياهُ! عن طريقِ الجِنانِ المضمون! عن بسمةٍ لطالَما صبَّت حنانًا داوَت بهِ جراحًا كبيرةً! تحاولُ رصفَ كلماتِها لِـ وصفِ أحلىٰ المعاني! تلكَ الأناملُ الحانيةُ الّتي تمشي بِـ حبٍّ علىٰ وجنتَيْها فَـ تبتسم!
“إذا أخبرتُها بِـ ظمئي؛ هل سَ تأتي لِـ تسقيني حنانًا؟ إذا علمَت ضياعي دونَها؛ هل سَ تأتي لِـ تدلَّني؟ رَيْحانتي! سُوَيْداءُ قلبي كما اعتدتُ مناداتِها.. ماما! سَ يظلُّ حبُّكِ نورَ دربي الّذي أتّبعُهُ! ترتجفُ يدايَ وتنهمرُ الدّموعُ ولا أعرفُ ماذا أقول.. هَٰذا كلُّ مااستطاعَ قلبي التّصريحَ به! هَٰذا القلبُ الصّغيرُ الّذي سَ ينفجرُ من غيابِكِ!”
تركَت القلمَ ها هنا، وعادت إلىٰ عُزلتِها، تبكي أمَّها إلىٰ حينِ تجتمعُ بها ثانيةً… في عالمِ الآخرة!