كتب علي الشاهين
من الاخر وباختصار شديد، منهجية نواف سلام وذهنية عون والضغط الإقليمي والدولي، هذه العناصر الثلاث وبعد مرور شهر بالتمام على انتخاب جوزيف عون قد أنتجت حكومة رقم 78 في تاريخ لبنان السياسي .
وهناك ثلاث نقاط بارزة و افتة في مسألة تشكيل هذه الحكومة وهي التالية:
١- سيرة ذاتية علمية ومهنية وشخصية رفيعة المستوى لدى الوزراء.
٢- تلاقي ذهني كبير بين رئيس الحكومة و معظم الوزراء.
٣- يتلمس المراقب الموضوعي ان الوزراء لديهم دراية عالية وتفهم دقيق لحساسية المرحلة وتداعيات الوضع الإقليمي ولعبة المصالح في المنطقة والتحولات والمتغيرات الهائلة في المنطقة والتحديات العديدة التي يواجهها لبنان نتيجة كل هذه المشهدية، ناهيك طبعا ان هامش تأثرهم بالسياسيين متدنية جدا.
تأسيسا على اعلاه، نرى أنه رغم “جذر وشروش المنظومة” ورغم عمق الفساد في البلاد نرى أن هذه الحكومة السلامية نسبة لنواف سلام وبجهد وتعاون الوزراء انفسهم و تفهم عقلاء كل بيئة في هذا البلد والتعاطف الشعبي، وبمتابعة حثيثة من الرئيس جوزيف عون، كل هذا سيساعد لحكومة في ان تضع البلد على سكة الإنقاذ والإصلاح الذي بوادره ستظهر في نهاية هذا العام.
وهنا، من يتدبر تصريحات بعض الوزراء اليوم (ياسين جابر واحمد الحجار وبول مرقص وغيرهم) وحتى رئيس الوزراء نفسه، يتلمس ان القدرة والنية والرغبة عند الجميع بأن هذه الحكومة محصنة من التعطيل والإسقاط والشلل ، وما يزيد هذا التحصين هو متطلبات المجتمع العربي والدولي للمشاركة في الاعمار والرعاية الاستراتيجية لبلد خارج من هول الانهيارات العديدة. وهنا أنني من مؤيدي الرأي الذي يقول إن هذه الحكومة هي من أهم الحكومات التي تشكلت بعد الطائف .
وفي الختام، يبدو أن دولة الرئيس نواف سلام ” طلع قدها و قدود.