بقلمكم

أريدُ أمّي

أريدُ أمّي

كانَ همّي الأوحدُ لحظتَها أن لا يلامسَ رأسُها السّريرَ المعدنيَّ الّذي وُضِعَت” عليهِ؛ كي تُغسَّل!

كنتُ أنظرُ إلى وجهِها المنيرِ بِـ شفقةٍ، لا عليها، بل عليَّ! أُشفِقُ على روحي الصّغيرةِ الّتي فقدت أمَّها؛ فَـ شاخَت بينَ دقيقةٍ وأخرى!! ”

هَٰذا ما كانَ يدورُ في عقلِها دومًا، ومازال!!

لا تتذكّرُ ما حصلَ معها مابينَ ساعاتِ الفجرِ وحتّى المساءِ، لا تذكرُها؛ لأنَّها لا تنساها أساسًا…

ومازالَ سؤالٌ واحدٌ عالقٌ في ذهنِها… “كيف هيك صار؟”

“أذكرُ أمّي -رحمَها الله- في السّنةِ الثّالثةِ عشر وألفين حينَ رأيتُها تبكي جوانحَها قهرًا على أمِّها.. جدّتي -رحمَها الله-..

كنتُ واقفةً عندَ بابِ الغرفةِ، ومن هَوْلِ صدمتي بِـ بكاءِ سُوَيْداءِ قلبي؛ دعوتُ اللهَ ألّا يضعَني موضِعَها يومًا ما..

ولَٰكن، هل لِإنسٍ ألّا يذوقَ مرارةَ الموت!؟”

دائمًا ما تسترجعُ ذكرياتِها مع أمِّها..

كانت تبكي تارةً وتضحكُ أخرى!

لَٰكنَّها الآنَ كلَّما استرجعَت ذكرياتِها؛ أحسَّت بِـ ثِقَلٍ شديدٍ على روحِها، يمنعُها البكاءَ، الكلامَ، وحتّى التّنفّس!

تتوقّفُ الحياةُ لحظةً وتدورُ دوّامةٌ تأبى الوقوفَ في روحِها..

ولا يخطرُ في بالِها سوى كلمتَيْن بِـ سبعةِ أحرفٍ…

“أريدُ أمّي!!”

الكاتبة الأردنيّة: دُعاء الخطيب

Next Article:

0 %