إقليم الخروب

“نسيج الطفولة”.. معرض للفنانة وفاء نصر وأبناء دار الأيتام

تمنى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى على الجميع “أن يرتفعوا إلى قمم أحلام الأطفال التي تتجاوز النجوم غالبًا ليكونَ لنا وطنٌ ينسجُ فيه أطفالنا علاقات الحب وأواصر المودة والمحبة والرحمة بعيدًا عن الطائفية والمذهبية التي لم تجرَّ علينا وعلى أولادنا وأطفالنا وشعبنا سوى الويلات والحروب والمشكلات والأزمات”.

وأمل أن “نتعلّم كيف يمكن أن ننفتح على الناس كلّهم وأن نعمل على نشر ثقافة الوعي المنفتح على الرسالة، والرسالة المنفتحة على الرحمة، والرحمة المتحرّكة في خطّ المحبّة، وأن يكون فنُّنا رساليًا وجامِعًا وإنسانيًّا ونسيجًا للحياة وللطفولة وللأوطان.

كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته وافتتاحه معرض الفنانة التشكيلية وفاء نصر بعنوان “نسيج الطفولة”، بدعوة من مؤسسة الرعاية الإجتماعية في لبنان “مجمَّع اقليم الخروب للرعاية والتنمية”،  وبالتعاون مع تجمع شباب داريا، في قاعة مجمع اقليم الخروب كترمايا – فريسين.

ومما جاء في كلمة الوزير المرتضى: “ناسجةً رؤاهــــا وجمالاتها وفاءً للحياةِ وانتصارًا لها تطوفُ الفنانة اللبنانيّة وفاء نصر بقاع هذا الوطن وميادين معارضه وساحات مؤسساته. فبعد “نسيج من حياتي” المعرض الفردي الأول للفنانة اللبنانية وفاء نصر، تجمعنا في رحاب معرض “نسيج الطفولة” مؤسسة الرعاية الإجتماعية في لبنان _ مجمَّع اقليم الخرُّوب للرعاية والتنمية هذه المؤسسة الممتدة فرعًا من دوحة دار الأيتام الإسلامية، وبالتعاون مع تجمُّع شباب داريا الذي تأسَّس من أجلِ تنمية الـمجتمع من الناحية الاجتماعية والثـقافية والاقتصادية من خلال القيام بمشاريع وأنشطة مختلفة للنهوض بالـمجتمع بما يحقق أهدافها في حدود الإمكانيات الـمتاحة والاهتمام بأوضاع الأطفال والـمرأة والشباب في مختلف الـمجالات من أجل تأمين رؤية جديدة لهم وإبراز مواهب الأطفال والبالغين والشباب الإبداعية في مختلف الـمجالات وتنمية قدراتهم وتدعيم أواصر الصداقة والأخاء في إطار علاقات إنسانية بناءة”.

وأضاف:”نسيج حياتي ونسيج الطفولة حياكةٌ لآمال فنَّانةٍ تسعى جهدها لتعويض هذا المجتمع بعض ما سلبته ظروف الحياة القاسية وويلات الزمن ألوان فرحه ولوحات جمالاته وحروف تطلعاته ورموز نسيج حيوية وجود . فأن يكونَ للطفولةِ مساحةٌ من فننا وإبداعنا ووجودنا وحياتنا وآمالنا _ لاسيما الطفولة المقهورة واليتيمة _ هو سعيٌ لصناعة الفرح الروحي والرسالي والقيمي والانساني في نفوس وقلوب وعقول أجمل من خلقَ الله بين أيدينا وأعظم من وهبنا إياهم من نعمٍ وهباتٍ وهم الأطفال الذين قال بحقِّهم إمام البلاغةِ والبيان علي بن أبي طالب (ع) : “ما سألتُ ربّي أولاداً نُضُرَ الوجه، ولا سألتُه ولداً حسنَ القامة، ولكن سألتُ ربّي أولاداً مطيعين لله، وَجِلين منه، حتى إذا نظرتُ إليه وهو مطيعٌ لله قُرَّتْ عيني” .

وتابع المرتضى: “والذين عدَّهم المهاتما غاندي أساس الحرب والسِّلم بقوله: “إذا أردنا أن نـُـعَــلِّمَ السَّلام الحقيقي في هذا العالم ونخوض حربا ضد الحرب علينا أن نبدأ بأطفالنا” فكلُّ طفلٍ فنان، والمشكلة هي كيف يظل فناناً عندما يكبر، وقلب الطفل (الحَـــدثِ) تتِمُّ حياكته وتطريزه من خلال ما نشبكه في كيانه من رؤى وهو ما عبَّر عنه الحديث: “إنّما قلب الحدثِ كالأرضِ الخاليةِ ما أُلقي فيها من شيء قبلته”. فها هي وفاء نصر تلقي في قلب الطفولة نسيج روحها ونبضات قلبها وآمال حياتها في أن يكونَ أطفال لبنان الوطن الرسالة ممَّن يستحقون جدارة الحياة وجدارة الوجود وجدارة الكينونة.

ولفت الى إنَّ المشاركة في معرض ” نسيج الطفولة” “تدفعنا للتأمُّل الجليّ والدقيق في هذه الظروف الحسَّاسة التي تمرُّ غيومًا تتلبَّدُ بكلِّ الأزمات في سماء الوطن لأنها ستتركُ عظيم الأثر في نفوس وعقول أبنائنا ولاسيما الأطفال وخاصَّةً الأيتام هذه الشرائح التي ننظرُ مستقبلنا من خلالها ونأمل بقاء وطننا ببقائها على أرضه وهو ما يدفعنا ويوجِبُ علينا تأمين كلّ مستلزمات البقاء والصمود والحياة الكريمة التي بات يفتقدها معظم شعب لبنان وأطفال لبنان، ولهذا فإنَّ الخشية كبيرة أن نحوِّل كل المجتمع والبيئة إلى مجتمعِ اليتمِ والضياع والطفولة المشرَّدة المقهورة “.

وقال: “ومن هنا نناشد الجميع أن يرتفعوا إلى قمم أحلام الأطفال التي تتجاوز النجوم غالبًا ليكونَ لنا وطنٌ ينسجُ فيه اطفالنا علاقات الحب واواصر المودة والمحبة والرحمة بعيدًا عن الطائفية والمذهبية التي لم تجرَّ علينا وعلى أولادنا وأطفالنا وشعبنا سوى الويلات والحروب والمشكلات والأزمات “.

ودعا الى بناء مؤسسات رعائية ونشر ثقافة الوعي :”إنَّ علينا أن نبني المؤسسات الرعائية والمبرّات ودور الأيتام لأيتام الحياة من ابنائنا وأولادنا، وأن نبني ساحات المحبّة للأمّة ، وأن نبني ساحات السلام للمجتمع ، وأن نتعلّم كيف يمكن أن ننفتح على الناس كلّهم وان نعمل على نشر ثقافة الوعي المنفتح على الرسالة، والرسالة المنفتحة على الرحمة ، والرحمة المتحرّكة في خطّ المحبّة … وأن يكون فنُّنا رساليًا وجامِعًا وإنسانيًّا ونسيجًا للحياة وللطفولة وللأوطان .عشتم عاشت الطفولة عاش لبنان .”

وحضر الافتتاح إلى الوزير المرتضى، النائب حليمة القعقور، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي أحمد مهدي ممثلا النائب بلال عبدالله، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي ميلار السيد والوكيل السابق الدكتور بلال قاسم، علي طافش ممثلا منسق عام جبل لبنان الجنوبي في تيار المستقبل وليد سرحال، المهندس مالك فواز ممثلا الجماعة الإسلامية، مدير عام قوى الأمن الداخلي السابق اللواء ابراهيم بصبوص، علاء الخطيب ممثلا رئيس اتحاد رجال الأعمال اللبنانية الخليجية المهندس سمير الخطيب ،رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، رئيس اللقاء الوطني في إقليم الخروب سمير منصور، رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت ميشال روحانانائب رئيس هيئة الخدمات الاجتماعية في إقليم الخروب منير السيد، نائب مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية رئيسة مراكز المناطق سلوى الزعتري، رئيس بلدية مزبود، وممثلين عن البلديات والجمعيات والأندية والروابط ، مدراء مدارس وهيئات تربوية وحشد من أبناء المنطقة. وكان الحفل افتتح بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المؤسسات ، وترحيب من فادي خالد، ثم ألقت ابنة الرعاية الداخلية مايا منصور كلمة أشارت فيها أن مجمع اقليم الخروب للرعاية والتنمية هو مؤسسة لتنمية القدرات والمواهب الانسانية، ، ففيه تعرف الأبناء على قدراتهم وعلى حقوقهم، وفيه يستثمرون أوقاتهم بأمور رياضية وفنية وبيئة وتربوية وتعليمية مفيدة. حمية وتحدث مدير المجمع محمد حمية، فأكد أن نهج مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان هو نهج إسعاد وتطوير، وأن مجمع الإقليم ليس مركز أنيواء وانما مركز إنماء من خلال اكتشاف طاقات الأبناء وصقلها وتطويرها.وأعلن عن إطلاق نادي الفن والتراث، بعد تفعيل نادي القراءة ، وإطلاق فوج الإقليم للكشاف، وأيضا النادي البيئي. على أن يتم لاحقا إطلاق نادي الروبوتكس والبرمجيات.وشكر الوزير على حضوره والفنانة التشكيلية، وتجمع شباب داريا، وخص أبناء المجمع..

الزعتري

ولفتت نائب المدير العام سلوى الزعتري إلى أن دار الأيتام الإسلامية وعلى مدى 105 أعوام كان هدفها الأساسي ولا زال هو الإنماء وليس الإيواء، وهذا ما تترجمه من خلال الخدمات والبرامج التي تقدمها في مراكزها ال53 المنتشرة في كل المحافظات. واعتبرت أن منهج الإسعاد هو منهجية في المؤسسات التي تعمل دوماً على إبراز أولادها للمجتمع بالفرح والسعادة، مؤكدة أنها مستمرة في أداء واجبها تجاههم رغم الظروف الصعبة. ونوّهت بكل من ساهم في انجاح المعرض، كما شكرت أبناء إقليم الخروب والشوف لإحتضانهم المجمع ودعمهم له.

نصر

وكانت كلمة للفنانة التشكيلية وفاء نصر عرضت خلالها لتجربتها في العمل في مجال التربية الفنية مع الأطفال حيث الفنون تنمّي لديهم الذوق والابتكار، مؤكدة أن جميع الأطفال يستحقون البيئة الحاضنة لمساعدتهم في رحلة نموّهم وبناء شخصياتهم، وهم يستحقون بيئة ثقافية حقيقية ومكتبات عامة ومعاهد وصالات مجانية لتشجيعهم على تعلم الفنون.

يوسف

كلمة تجمع شباب داريا ألقاها المحامي سماح يوسف فأكد أن واجب الجميع تقدير اليتيم ورعايته، وأن يكونوا سنداً له والى جانبه، والحفاظ على مشاعره. وشكر الوزير على حضوره وكذلك الفنانة وفاء نصر، ومجمع الإقليم وتجمع شباب داريا.

ضاهر

وتمنى الزميل رامي ضاهر على وزير الثقافة دعم مركز المطالعة في المجمّع.

بعدها تم تقديم دروع تقديرية للوزير المرتضى والفنانة نصر وتجمع أبناء داريا، كما قدمت الفنانة نصر لوحة “نسيج الطفولة” للوزير .

وقدم رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت ميشال روحانا درعاً للفنانة نصر عربون تقدير على عطائها الفني الإنساني.

بعدها جال الوزير والحضور في أرجاء المعرض الذي تضمن لوحات للفنانة نصر ورسومات لأبناء المجمع.

Next Article:

0 %