بقلمكم

لبنان.. بينَ الماضي والحاضر

دعاء الخطيب

لبنان.. البلدُ المُفعَمُ بِـ الأملِ والجمال.. أو الّذي كانَ مُفعَمًا بهما.. بينَ الماضي الّذي كانَ فيهِ عمادًا لِـ ناسِهِ، والحاضرِ الّذي أصبحَ ناسُهُ عمادًا لهُ؛ يُحاولونَ جاهدينَ اِستعادةَ بهجتِهِ الّتي أُخِذَت عُنوةً علىٰ يدِ سطوةِ الدّولارِ الطّائفيّةِ!
لَٰكنَّ لبنانَ لهُ شعبٌ يبني من اليأسِ جسرَ أملٍ يقطعُ بهِ سطوةَ السّلاحِ الّتي اِجتاحَت أراضيهِ؛ متسلّحًا بِـ حبِّ الوطنِ بعيدًا عمَّن غُرِسوا فيهِ لِـ تشويهِ الجمالِ فيهِ!

لبنان.. أرضُ الجمالِ بلا تأشيرةٍ! تأشيرتُهُ الوحيدةُ عشقُ الأرضِ النّابعُ من قلوبِ اللّبنانيّين.. ليست القصورُ هي سببُ عشقِهِم.. بل حاراتُهُ الشّعبيّةُ بِـ أسواقِها ومحالِّها التّجاريّةِ.. بِـ أغاني الحبِّ فيها؛ حبُّ الوطنِ.. حيثُ لا ترجِحُ كفّتُهُ في الميزانِ، بل هو الميزانُ ذاتُهُ!

حبُّ الوطنِ.. حيثُ الهربُ منهُ إليهِ بِـ أنصافِ أمانيهم الّتي سُرِقَت.. بِـ أنصافِ أجسادِهِم الّتي أنهكَها التّعب.. بِـ أحلامِهِم الهاربةِ من الموت!
حبُّ الوطن.. حيثُ سُرِقَ من الخريطةِ لِـ يُغرَسَ في قلوبِهِم!

لبنان.. مابينَ الماضي والحاضرِ.. مستقبلٌ ملؤُهُ الأملُ بِـ أنَّ الغدَ أفضلَ وأجمل.. مُحمَّلًا بِـ الأمانِ المفقود.. خالٍ من السّلاحِ والطّائفيّةِ.. مليئًا بِـ أزهارِ اللّيمونِ مُبشّرةً بِـ الرّبيعِ!

الكاتبة الأردنيّة دُعاء الخطيب

Next Article:

0 %