إقليم الخروب

“ذاكرة وطن بين اجتياح 1982 وانتصار أيار 2000”.. لقاء حواري للسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال في شحيم

صدى الإقليم

نظّمت فاعلية لبنان الإنتصار – سرايا المقاومة اللبنانية في اقليم الخروب، لقاءًا حوارياً تحت عنوان “ذاكرة وطن بين اجتياح 1982 وانتصار أيار 2000 – مقاومة جيل بعد جيل”، في منتجع CASTLE RESORT في بلدة شحيم، حاضر فيه اللواء المتقاعد علي الحاج، الوزير السابق محمود قماطي، الناشط السياسي جهاد ذبيان، وحضره ممثلون عن الأحزاب والناشطين السياسيين والبلديات والمخاتير وفعاليات سياسية وحزبية ودينية واجتماعية.

افتتح اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وكلمة ترحيبية لمسؤول العلاقات – شعبة شحيم عصام الحجار فقال: عيد المقاومة والتحرير ليس اسماً أو عنواناً يتوجّب علينا فيه التهليل والتصفيق والفرح فقط، ففي هذا اليوم المجيد علينا أن نستذكر دماء الشهداء التي أريقت وعذابات الجرحى ومعاناة الأسرى ودموع الأمهات والزوجات والأبناء، فلولا هذا الكم من التضحيات لما كنا نعيش هذه الفرحة.

الحاج

ووجّه اللواء المتقاعد علي الحاج “التحية لأصحاب الدار ومنظمي الحفل وبلدة شحيم الأبية وأهلها، لإقليم العروبة في يوم العزة، والتحية والرحمة لشهدائه، السلام للمقاومة في عيدها الثالث والعشرين، والسلام لمثلث الانتصارات، الجيش والشعب والمقاومة، والرحمة للشهداء”.

وقال: نحتفل اليوم مع من غيّر الصورة الذهنية التي تجذّرت في نفوس أمتنا على مدى عقود، نحتفل مع من قلب المعايير الاستراتيجية ونسف المعادلات وحوّل مشاعر الهزائم إلى انتصارات، فكتب تحريراً يرسم عصراً جديداً برؤوس مرفوعة وهامات شامخة، إنها المقاومة التي راكمت الإنجازات وبذلت التضحيات منذ العام 1982 وما تزال وستبقى، وتاريخها يشهد عليها.

اضاف: من المقاومة الشعبية التي رفع معها عنوان الموقف سلاح والمصافحة اعتراف، إلى العمليات الاستشهادية مع فاتحها البطل أحمد قصير والتي كان عنوانها إضعاف العدو وإسقاط عقدة التفوق والسير في ركب الانهيار، إلى عمليات التبادل والتي رفع معها عنوان لن نترك اسرانا في السجون، إلى حرب الايام السبعة في تموز1993، والتي رفع معها عنوان “توازن الرعب” إلى حرب عناقيد الغضب 1996، والتي استمرت 16 يوماً وتكرست معها معادلة توازن الرعب.

هذا التراكم والاستعداد رغم محدودية الإمكانات في البدء إلى جانب ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تصاعدت قوة المقاومة، فأنجزت النصر الاستراتيجي بالتحرير الأول عام 2000 وأهدت هذا الإنجاز التاريخي إلى كل اللبنانيين وكل الأمة والى أهل القضية، ورفع عنوان معادلة توازن الردع، الذي سيبقى مكرساً ودافعاً لانتصارات متتالية وترجمت بالتحرير الثاني في معركة الجرود ودحر الإرهاب، ومن ثم بالتحرير الثالث بترسيم الحدود البحرية واستعيدت الحقوق وعنون هذا التحرير بتوازن الخطر.

وتابع الحاج: لقد صعق العالم بهذا التحرير التاريخي والذي ناقش ما كان يقال، إن العين لا تقاوم المخرز، فخرج مقاوم إلى أرض الجنوب حاملاً السلاح محصناً بالايمان، مالكاً إرادة لا تنكسر، دافناً كل نظريات الهوان والضعف، من قوة لبنان في ضعفه، إلى التبعية، إلى دبلوماسية الارتهان، ومع هذا المقاوم أصبحنا اليوم في عصر حسم فيه بأن النصر ممكن والهزيمة ليست بقدر، والعدو ليس بأسطورة الجيش الذي لا يقهر، وبأن الانتصار إرادة،  فانبلج مع المقاومة فجر جديد، إذن بعصر جديد يصدح في سماء لبنان والأمة “إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وقوة الأمة بقوتها وهي عزتها وكرامتها”.

وهنا نستذكر ابي ناصر، من كان مؤتمنا على الخط والنهج كمال شاتيلا، هذا العصر الجديد هو عظمة إنجاز المقاومة بسيدها وقائدها السيد حسن نصرالله ومقاوميها وشهدائها وجرحاها وصبر أهلها واستعدادهم للمزيد، هذا العصر هو تكريس للمعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هو الاستقلال الحقيقي بعد ثلاثة أرباع قرن من الظلم والقهر وقد أنجز بدم الشهداء.

هذا العصر هو الحافز للأمة وأهل القضية لإسقاط الوهم من النفوس والعقول الذي راكمه التخاذل الرسمي وضعف الأنظمة. هذا العصر هو رفع راية المقاومة لاسترداد الحقوق ورفع الظلم واستعادة النبض الحقيقي للمواجهة. هذا العصر هو القناعة بأن النصر الحاسم آت، وخاصة لدى الكفاح المسلح في فلسطين. هذا العصر جعل العين شاخصة إلى القدس.

وختم الحاج: اليوم وفي يوم الإنجاز نقول: إن المعادلة الاستراتيجية في العالم قد تغيّرت من خلال المعادلات التي فرضتها المقاومة على العدو من توازن الرعب إلى توازن الردع إلى توازن الخطر.

مع هذه المراحل تحولت المقاومة إلى قوة إقليمية، وأسقطت نظرية فيلتمين، بأنه لن يكون هناك ازدهار محتمل بوجود المقاومة، فالانجاز يرد عليه ويقول له، بأن من يسير وراء المقاومة وانتصاراتها فهو حكماً باتجاه الانتصار المحتمل. ومن يسير وراء أميركا وأنواعها فهو باتجاه الفقر المؤكد.

ذبيان

ثم كانت كلمة لرئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان فقال: نقف اليوم أمام التضحيات الجسام التي حققتها المقاومة والمقاومون على مستوى كل الوطن على مدى التاريخ، فالانتصار لم يأتِ عبثاً، بل أتى بالارادة والإيمان، وتحققت المعادلة “إن عدتم عدنا” ونحن اليوم ما بعد بعد هذه المعادلة.

وتابع: نحن كلبنانيين لا يوجد رسائل فيما بيننا، إنما نحن نجلس على طاولة واحدة تصل بنا الى مصلحة الوطن والمواطن.

وختم: لقد زرع محور المقاومة في النفوس روح الانتصارات والمعنويات العظيمة، والحفاظ على هذه الانتصارات يكون بإعداد العدة لاستعادة ارضنا المقدسة، ويكون بوقوفنا إلى جانب المقاومة.

قماطي

وتحدث الوزير السابق محمود قماطي عن تاريخ اقليم الخروب العريق في النضالات والمواقف والتضحيات والعطاءات التي تصب في خانة المقاومة وفلسطين والتيار العروبي والخهط النضالي، سواء كان يحمل صفة اليسار او صفة القومية او الوطنية او الاسلامية او اي صفات أخرى التي تصب كلها في خانة واحدة وهو مشروع الوحدة الوطنية ومشروع المقاومة لأجل فلسطين وتحرير فلسطين.

وقال: من هذا الإقليم كانت مواقف لدعم المقاومة الفسطينية على مدى وجودها في لبنان، وكل المقاومات على مدى التاريخ أنتجت تحرير وطرد العدو الإسرائيلي، وأنتجت كرامة بين الأمم، فلبنان رفع رأسه بمقاومته وجيشه وشعبه وان يحرر هذا الوطن وأن يكون منتمياً لهذا التوجه الإنساني في مواجهة هذا الطاغوت والاحتلالات والهيمنة وكل اشكال القهر.

وعلى مستوى التحول الكبير في سياسات الدول العربية والمحيطة، قال قماطي: نشهد تحوّلاً كبيراً ونوعياً في مسار المنطقة، ساهمت فيه المقاومة، فالصمود والثبات وكسر المؤامرات في افشال التآمر الدولي أدى إلى التحوّل الجديد، ونحن نحتفل اليوم بالتحرير والمقاومة، علينا أن نحتفل أيضاً بالتوجّهات الجديدة.

لقد تراجع مشروع التطبيع كثيراً وهو على طريق النهاية، لأن الذين يريدون أن يطبّعوا مع العدو الإسرائيلي سيسقطون مع الساقطين ويهزمون مع المهزومين وسينتهون مع هذا الكيان أصلاً، حتى بأنظمتهم لأن الشعوب لا ترحم وإن طال صبرها.

أضاف: لقد بدأت الأمور تنحى منحىً آخر، وهو الحوار مع ايران وهو مصلحة المنطقة والدول والشعرب، لذلك نرى كل الحقد والكراهية والتجييش العدائي ضد ايران انتهى وحلّ مكانه التفاهم والحوار.

هناك تحوّل جديد مع سوريا، العودة إلى العقل، العودة إلى العروبة، وهي مرحلة جديدة سببها الأساسي محور المقاومة والانتصارات، ونحن نشجّع كل تقارب عربي عربي واسلامي اسلامي، نشجع كل تفاهم بين شعوب المنطقة ككل، نحن اقوياء جداً، نحن نملك الثروة والموقع واللغة المشتركة والأديان المشتركة، فهذه المنطقة هي منطقة الأديان السماوية والنور الالهي الذي شعّ على العالم. هذه المنطقة التي اعطاها كل النعم وكل القوة لكي تكون أمة واحدة مقتدرة، ونسأل الله أن يكتمل هذا التعاون وان لا تدخل يد الشيطان من جديد.

وعلى مستوى الداخل اللبناني، قال قماطي: يجب أن نفتخر لوجود مقاومة الى جانب جيش وشعب انتصروا جميعاً وغيّروا معادلات في المنطقة نقلت لبنان والأمة من حال إلى حال، واليوم لا يجوز أن نعود بلبنان إلى عهد التبعية للطاغوت العالمي والاستعمار الغربي، فكل ما يحصل من ضغوطات وانتقادات وتعليق على المقاومة وسلاحها ومناورتها هو لاعادة لبنان للقبضة الأمريكية لكي نبقى أداة للخارج، وهو ما نقوم به هو لكي يبقى لبنان قوياً بمعادلته الثلاثية، لكي نبقى متماسكين ونصل للسيادة الحقيقية، قرار لبناني سيد حر مستقل بعيد عن الضغوطات الدولية لمصلحة لبنان فقط، وأن نتخذ القرار دون الرجوع إلى الخارج.

وختم: لسنا ضعفاء لكي نكون محكومين إلى هذا المستوى، وماذا يقدّمون لنا مقابل هذه الممنوعات التي تحكمنا؟ ماذا يريدون منا؟ لماذا يجب أن نبقى في هذه الدائرة؟ لهذا يجب أن نكلل هذا الانتصار بأن نتمسك بالسيادة لمصلحة لبنان كل لبنان والشعب اللبناني كل الشعب اللبناني.

تصوير وتحرير: فريق عمل موقع صدى الاقليم

Next Article:

0 %