باسكال عيد
لم يكن يوم الرابع من أيار من العام ۲۰۲۵ يوماً عادياً في محافظة جبل لبنان، فقد شهدت بلدات وقرى هذه المحافظة انتخابات بلدية واختيارية كانت بانتظارها لسنوات طويلة.
في الواقع كان الاقبال على الاقتراع فرصة للمواطن اللبناني ليثبت أنّه ولد من رحم الديمقراطية التي طبعت على جبينه حكاياته الطويلة مع الحرية والنضال.
وبدا ذلك واضحاً من خلال نسب الاقتراع في مختلف المناطق التي ترواحت بين۳۰ و ۵۰% ما يدلّ عل رغبة اللبنانيين بالتغيير والانتقال من مرحلة الى أخرى جديدة وواعدة.
وعلى الرغم من سيطرة الطابع الحزبي لبعض اللوائح الانتخابية فالبعض منها أيضاً خلع عنه ثوب السياسة واختار الكفاءات الواعدة نحو تنمية أكيدة ومشاريع جديدة للنهوض بالبلدات والقرى.
انتهى اليوم الانتخابي مسجلاً في نهايته انتهاء لولايات بلدية بقيت لمدة أربع وعشرين سنة في بعض المناطق وبداية لبلديات جديدة نأمل أن تكون على حسن ظن أصوات المقترعين الذين تأملوا فصوّتوا لبلديات ومجالس بلديات جديدة.
وعلى الرغم من كل الضغوطات والتهويلات لإيقاف العملية الانتخابية تمّت العملية بنجاح مع عدد لا بأس م به من المجالس البلدية والمخاتير الذين وصلوا بالتوافق والتراضي.
وعلى الرغم من التشويش الاعلامي الذي لحق بالانتخابات حول الرشاوى وبيع الاصوات ، أتت العملية الانتخابية في الرابع من أيار فرصة للدولة اللبنانية بمؤسساتها ووزارتها ولا سيما وزارة الداخلية لتثبت للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي أنّ لبنان متعطش لعيش الحرية وممارسة الديمقراطية وهو قادر تحت كل الضغوطات والحروب أن ينفض عنه غبار الوجع وينهض لالتقاط أنفاسه!
وعسى أن تكون العملية الانتخابية البلدية والاختيارية ناجحة في المحافظات المتبقية لنسطّر تفوّق الديمقراطية في المرحلة القادمة. فنأمل من الآن فصاعداً تحوّلاً جذرياً لدولة ناجحة بمؤسساتها ومجالس بلدياتها ومخاتيرها.