إقليم الخروب

“حوّلناها عالحطب” “ما فينا نحط عالمازوت بهالغلا”.. تحوّل في طريقة حياة الناس للتدفئة

خديجة الحجار – خاص صدى الاقليم

لطالما سمعنا مقولة “النار فاكهة الشتاء”، فهي التي كانت تجمع الناس حولها في حلقات اجتماعية وعائلية، وتكون محور الجلسة. وتزخر ذاكرة جيل كامل بربط هذا المشهد بحكايا الجدات والألعاب الجماعية التي تختصر ليل الشتاء الطويل على أنغام قرقعة احتراق الخشب، الممزوجة بأصوات أفراد العائلة.

اليوم ومع بدء العواصف معلنة بدء فصل الشتاء بأمطاره وثلوجه وعواصفه، تحوّل الحديث بين الناس من “قديه عندك مازوت للشتا؟” الى “هل ستضع مدفأة على المازوت؟”. فمع الارتفاع الجنوني للمحروقات والمازوت خاصة والذي كان يعتمد عليه عدد كبير من الناس للتدفئة، لجأ العدد الأكبر الى الخطة البديلة وهي تحويل “صوبية المازوت” الى الحطب، فرغم ارتفاع كلفته إلّا انه يبقى أوفر من المازوت، و50 دولاراً ثمن التحويل أفضل من 200 دولاراً ثمن الجديد.

أسواق بيع الحطب ازدهرت بشكل لافت في الأعوام السابقة، إلا أن هذا العام كان لافتاً لجهة الطلب المتزايد جداً مع تحويل العدد الأكبر من أبناء اقليم الخروب مدافئهم إلى الحطب، ف4 مليون ليرة ثمن “نقلة الحطب”، لم تقف عتئقاً في وجه الناس الذين اعتبروا أن رغم ارتفاع سعر الحطب إلا انه يبقى افضل وأوفر من المازوت.

حقول شاهدة

الحقول المحيطة بالمنازل كانت مع اقتراب فصل الشتاء شاهدة على احتضان الناس لها، فكان رب العائلة والعائلة يجتمعون ويتوجّهون إلى تلك الحقول لتشحيل الأشجار وقص اليابس منها لتخزينها واستعمالها خلال فصل الشتاء، خاصة وأن الصيف كان حاراً نفطياً ولم يستطع احد من اللبنانيين الحصول على نقطة مازوت واحدة لتخزينها.

ولعبت الحرائف التي اجتاحت الغابات اللبنانية دوراً كبيراً في فكرة أن الناس بحاجة للحطب، وكان الحديث عند كل اندلاع أي حريق ما أن هذا الحريق مفتعلاً، والأكثر جدلاً هو القول أن الناس بحاجة للحطب مع الارتفاع الخيالي لسعر المازوت، فكانت الأحاديث مدافعة أكثر منها متّهمة.

توفير الغاز أيضاً

ارتفاع الأسعار لم يقتصر على المازوت، انما تعداه ليصل على قارورة الغاز الذي اصبح خيالياً أيضاً، لهذا جاءت “صوبية الحطب” لتكون بديلاً تعمل السيّدات على الطبخ عليها، وبالتالي فإن التوفير هو الطاغي على تفكير اللبناني لمواجهة استحقاق فصل الشتاء.

ظروف عيش جديدة

الحاجة أم الاختراع، هذه الحاجة التي دفعت أبناء اقليم الخروب كما العديد من المناطق اللبنانية لا سيما المرتفعة منها إلى إيجاد بدائل من واقعهم للتغلّب على ظروف العيش الجديدة، هذه الظروف التي فرضتها عليهم سياسات سياسيين فاشلة أوصلت البلد إلى مجهول معلوم مثل بركان سيجرف الجميع معه اذا ما ثار يوماً.

Next Article:

0 %