إقليم الخروب

عشرات أجهزة التعدين الرقمية تجتاح الإقليم.. وتحرُّك من البلديات لوقف التعدّيات

خديجة الحجار – خاص صدى الاقليم

مع استفحال الأزمة الإقصادية في لبنان وتعاظم البطالة، توجّه عدد كبير من الشباب إلى أي محاولة قد تكسبهم “الفريش دولار”، ومن هذه المحاولات كانت “التعدين الرقمي” أو ما هو معروف ب”البيتكوين”.

البيتكوين” التي اجتاحت بلدات اقليم الخروب، خاصة البلدات التي لا تعاني كثيراً من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، أي البلدات التي تتغذّى من محطة الأوّلي وهي واحدة من معامل الطاقة الكهرومائية التي تمتلكها وتستثمرها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني.

لم يكن أهالي بلدات المغيرية ومزبود والزعرورية يعانون من مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير، حتى في الآونة الأخيرة ومع الانقطاع الدائم للكهرباء عن لبنان، كانت هذه البلدات تنعم بحوالي 16 إلى 18 ساعة يومياً، ولكن، مع بدء ظهور “البتكوين” وتوجّه عدد كبير من أصحاب هذه الأجهزة إلى البلدات المذكورة وزرعوها بين المنازل، مما تسبب بحالة من الغضب لا سيما أن هذه الأجهزة تصدر أصواتاً قوية مزعجة، إضافة إلى أن الشبكة الكهربائية أصبحت ضعيفة جداً ولم تعد تحتمل، ما استدعى رفع الصوت لدى عدد كبير من أهالي هذه البلدات وتوجّههم نحو المعنيين أي البلديات مطالبين إياهم بوقف هذه التعدّيات فوراً.

بدأت البلديات تحركاتها بنشر بيانات لضرورة وقف التعديات وإزالة هذه المعدات فوراً، إلّا أن صوتهم لم يلقَ آذاناً صاغية، فأصحابها يتمتّعون بالفريش دولار، ولكن التحركات تطوّرت، حيث زار اليوم وفد من بلديات ومخاتير اقليم الخروب وجزين ضمّ (جون، جزين مزرعة الضهر، دير عامص، الزعرورية، المغيرية، مزبود)، رئيس مجلس إدارة/ مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني د. سامي علوية، وتناقشوا معه في مشكلة زيادة الحمولة على خط جزين رقم 2 الذي يغذي البلدات المستفيدة من محطة الاولي ومعامل الليطاني خاصة بعد تخطي هذه الحمولة للقدرة الأسمية للمحولات والخلايا، مما يعرض المنشآت الى جهد مضاعف قد يتسبب بتعطيلها لاسيما وان المحولات الموجودة قديمة وعمرها الفني قد تخطت متوسط عمر المحولات المحدد ب 40 عاماً.

وتباحث المجتمعون حول الأسباب التي تؤدي الى انقطاع الكهرباء على هذا الخط وأهمها زيادة الكثافة السكانية وانتشار تجمعات النازحين السوريين، إضافة الى انتشار معدات التعدين الرقمية التي تستعمل للعملات المشفرة والتي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية تتخطى الاستهلاك العادي للمواطنين.

وتم التوافق، على ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات والتعديات من خلال التنسيق مع المصلحة والطلب من النيابة العامة التمييزية بموجب التحقيق الجاري لديها بناء على إخبار المصلحة بضبط الأنشطة غير القانونية لمحلات التعدين ومصادرة جميع الأجهزة والحواسيب المخصصة لذلك نظراً لعدم شرعيتها وذلك في القرى والبلدات المذكورة، إضافة الى الطلب من وزارة الداخلية والبلديات العمل على إلزام النازحين السوريين بتسوية أوضاعهم من خلال إزالة التعديات على الشبكة، وتصدي البلديات لهذه المخالفات وترشيد استخدام الطاقة بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء.

واكد رؤساء البلديات في إقليم الخروب وجزين على موقف المصلحة الرامي الى حماية الحقوق المكتسبة بالتغذية الكهربائية للبلدات المغذاة من معامل الليطاني والمربوطة بمحطة الاولي خاصة وان هذه المعامل المائية أقيمت في نطاقها منذ خمسينات القرن الماضي بالإضافة الى تغذيتها بمصادر المياه لتشغيلها من حوض الاولي وشلالات جزين، كما أكد المجتمعون ان موضوع التغذية الكهربائية للبلدات هو موضوع انمائي وفني خارج عن أي تمييز طائفي او مناطقي وفوق أي انقسام سياسي او انتخابي.

وتم التوافق بين جميع الأطراف على ضرورة تنظيم عملية التوزيع والتغذية للبلدات المستفيدة من خط جزين رقم 2 والواقعة في إقليم الخروب وجزين بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان ومقدمي الخدمات على نحو يخفف الحمولة على المحولات، خاصة وان الحمولة الحالية على هذا الخط بلغت القدرة القصوى للمحولات مما يحول دون إضافة أي حمولة إضافية على الخط.

Next Article:

0 %