لبنانيات

بيان حزب الخضر اللبناني “حول إعادة إحياء موضوع سد بسري”

عاد ملف سد بسري ليحتل مساحة من الأخبار مع دعوات صدرت من بعض أعضاء الحكومة بهدف المضي في تنفيذ السد، وإذ نؤكد على حصول المشاريع البيئية في لبنان حقها في التخطيط، وأهمها بُعد النظر في الحوكمة الصحيحة، ومن موقعنا كحزب الخضر اللبناني، نشدد على موقفنا ووقوفنا بكل طاقاتنا “سداً بوجه السد”.

ويأتي موقفنا كحزب الخضر اللبناني ضد قرار الحكومة المثير للجدل للمضي في تنفيذ سد بسري، حيث لم يلحظ القرار الجهود الجبارة للخبراء البيئيين، وكل البيئيين والمتخصصين في مواضيع ذات صلة بالسد، بل استمروا في طروحات مجلس الإنماء والإعمار، وما قد يطرحه ما يُسمى بــ “المستشارين” لهذا الوزير أو المدير أو ذاك، ومجموعة البنك الدولي ، ونعود للتذكير بمخاطر السد من النواحي التالية: إن تأمين مصادر المياه لبيروت وضواحيها يمكن أن يأتي بأقل كلفة من مصادر مياه أخرى مقارنة بكلفة إشادة السد والبحيرة ، الشكوك بتأمين بحيرة السد للمياه المطلوبة كماً ونوعاً، المخاطر الزلزالية والجيولوجية التي تزداد خطورتها بسبب طبيعة المنطقة القائمة، عدم اتباع أُسُس الإدارة المستدامة للموارد المائية، عدم إتباع نتائج الدراسات الجيولوجية والهيدروجيولوجية التي قامت بها البعثة الجيولوجية الألمانية وتوصياتها بالنسبة لتأمين المياه لبيروت والجوار، الشأن المتعلق بتطوير المنطقة إنمائياً وسياحياً، حقيقة كون “مرج بسري” منطقة مقترحة كمحمية طبيعية ومحطة لهجرة الطيور، الشأن الخطير المتعلق بمعالجات الصرف الصحي، الخطر الكامن من تأثيرات ضرب التنوع البيولوجي بسبب التغيرات التي تحدثها السدود والبحيرات المصطنعة (بما فيها الكائنات الغازية invasive species ) وكذلك تأثر أنواع الحياة في النهر ومحيطه، وطبعاً زوال مصدر التغذية من مصب النهر في البحر، ما يؤثر على النظم الإيكولوجية في مجرى النهر والبحر على حد سواء، ومخاطر أخرى عديدة.

          ويرى حزب الخضر اللبناني بأن انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر لعبت دوراً حاسماً في الحملة لوقف سد بسري. واليوم وفي هذا التوقيت بالذات فإن إعادة الحكومة فتح موضوع  تطبيق مشروع السد المخطط له، بالرغم من كل المعارضة، ومن المحتم أن الحكومة ستضغط بكل قوتها، لذلك سنتابع كحزب خضر زيادة التنسيق مع الثورة والناشطين البيئيين والخبراء البيئيين لتسليط مزيد من الضوء على المخاطر والتداعيات الأوسع نطاقا المحتملة لهذه السياسات البيئية العشوائبة في بلد تأثر بالأزمات العالمية مثل الأوبئة الجائحة والطوارئ المناخية، ما يهدد بزوال منطقة ذات قيمة بيئية وتاريخية واقتصادية، يمكن في حالة الإهتمام بها بالصورة الصحيحة أن تساهم في التعافي الإقتصادي المستدام، وإحياء واردات الخزينة البديلة من سياحة بيئية وزراعات مدروسة، تثبت السكان في قراهم وتمنع هجرتهم إلى المدن والخارج، وتحمي النظم البيولوجية السائدة والتي تشكل غنى وفرادة للمنطقة وللبنان.

Next Article:

0 %