بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اصدر المجلش الشعبي في اقليم الخروب البيان التالي:
قال الله تعالى: ~ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.}~ (سورة البقرة، الآية ١٨٣)
الصوم فريضة ربّانيّة جعلها اللّه تعالى على كلّ المؤمنين برسالة سماويّة ومنهم المسلمون والمسيحيّون. وهذه الفريضة فيها اختبار للإنسان ومستوى التزامه بطاعة ربّه سبحانه، حيث يمتنع عمّا هو حلال له في غير ميقات الصوم وساعاته، وفيه تزكية للنفس، وتعويد لها على التحمّل والصبر والانضباط، كما في الصوم تعليم لكلّ مؤمن أن يتضامن ويتكافل مع الفقراء والمساكين، وفي الصفّ الأعلى من صفوف مدرسة الصوم نجد التعليم على روح التضحية والفداء، وعلى الاستعداد للبذل ودفع الأثمان مهما زادت قيمتها من أجل المقدّسات، والأوطان، ومن أجل كرامة الإنسان، وحرّيّته، وتحرّره من كلّ استبداد أو استعباد، وضماناً لعيش كريم هو حقّ لكلّ ابن آدم كما شاء الله تعالى، وفي النصّ القرآني: ~ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}~ (سورة الإسراء، الآية ٧٠).
وهذه الأيّام بدأ شهر رمضان الأبرك عند المسلمين، كما بدأ منذ أيّام خلت الصوم الكبير عند المسيحيين في الكنائس الشرقيّة والغربيّة، وهذا يحتاج لتذكير الجميع بما جاء في النصّ القرآني: ~{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ.} ~ (سورة المائدة، الآية ٨٢). هذا الودّ واجب الجميع أن يترجموه طاعة للّه تعالى من خلال المواطنة الصالحة، والوطنيّة الصادقة، والتراصّ صفّاً واحداً، ضدّ الصهيونيّة وشركائها في الغرب الذين استباحوا التراب الوطني الفلسطيني، والعربي، ودنّسوا القدس والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، وعصوا وطغوا في الأرض فساداً وإجراماً.
وواجب الجميع أن يتقدّموا إلى ساحات المقاومة والفدائية بكلّ استعداد لبذل المال والنفس شهداء لتطهير المقدّسات، وتحرير كلّ أرض يحتلّها الصهيوأمريكان، ولحفظ كرامة الإنسان وحقّه في حياة كريمة… هكذا يكون المؤمن قد أدّى فريضة الصوم وقد سار على نهج التقوى ومنهج الصلاح والإيمان القويم.
والتقوى فيها استقامة تُبْعد المؤمن من أشكال التطرّف كلّها، ومن أنواع التعصّبات المقيتة، وتجعله ودوداً متآلفاً مع قومه ومواطنيه، وتجعله وحدويّ الانتماء، حضاريّ السلوك، سامِيَ الخلق، ثابتاً على مبادئ وقيم الخير، والعدل، والحريّة، والجمال.
مبارك الصوم للجميع، من غير أن ننسى أن اللبنانيّين مقبلون على موسم الانتخابات، وهذا يوجب عليهم العلم أنّ الإدلاء بالصوت الانتخابي شهادة، والمؤمن محاسب على ما يشهد به، فلا تشهدوا أيّها المؤمنون في أيّ بلدٍ وفي أيّ انتخاباتٍ لفاسد، أو مجرم، أو لصّ، أو عميل يوالي الصهيوأمريكان، ولأدوات الصهيوأمريكان المتآمرون على الوطنيّة وعلى المواطن.
وبما اننا مقبلون على موسم الانتخابات علينا الاهتمام بالادارات الرسمية للدولة من قبل السادة المرشحين و المتمولين منهم (بكسوة العيد) كما و صفناها بالامس القريب بالمناسبة التكريمية.