خديجة الحجار – صدى الاقليم – شحيم
زار وزير التربية عباس الحلبي مجمّع الرئيس الشهيد رفيق الحريري التربوي، حيث عقد لقاءًا مع مدراء المدارس والثانويات الرسمية في اقليم الخروب، في حضور النائبين محمد الحجار وبلال عبد الله، رئيس بلدية شحيم احمد فواز .
وقد رافقه في الزيارة مدير التعليم الثانوي خالد فايد، مدير التعليم الأساسي جورج داود، رئيس المنطقة التربوية جيلبير السخن، مديرة الارشاد والتوجيه هيلدا الخوري، مستشار الوزير لشؤون التعليم العالي نادر حديفة، المستشار الإعلامي في الوزارة البير شمعون ومسؤولة المشاريع مايا سماحة.
الحاج
بداية رحبت مديرة ثانوية شحيم الرسمية آمنة الحاج بالوزير والوفد المرافق والزملاء مدراء المدارس والثانويات، وقالت: انكم في منطقة يعتز أهلها وتفتخر أبناؤها بشعار أوحد ألا وهو العلم، فنحن قوم لا نفكر أن نرث أو نورث إلّا العلم وهذا شهادة كل الوطن.
أضافت: نحن من هذا الصرح، الذي يمثّل كل الثانويات والمدارس الرسمية، نؤكد أننا تخطينا وبجهود متضافرة بين الادارات والأساتذة كل الصعاب في سبيل تحصين وتحسين سير العملية التربوية، وخير ما يسلتدل به على ذلك، هو النتائج الباهرة التي تحققها الثانويات والمدارس، مؤكدة ان ثانوية شحيم احتلت على مدى الأعوام السابقة مراكز الاولية في الامتحانات الرسمية، حيث نال أحد طلابها المركز الخامس في فرع علوم الحياة.
وتابعت: من هنا يعزّ عليّ أن أرى ما يزعجني دائماً على شاشات التلفزة من هجوم دائم ومفبرك، على أساتذة التعليم الرسمي ووصمهم بالفشل. كيف فشلنا ونحن كنا الأوائل بالتعليم عن بعد، وأنجزنا كل المطلوب، ولدينا الكفاءات والمهارات المطلوبة بالرغم من امكانياتنا المتواضعة والبسيطة.
وختمت الحاج: نتشارك وإياكم الهاجس الأساسي وهو الحرص على تأمين كل مستلزمات ومتطلبات الكوادر الأساسية للتعلم(طالب واستاذ ومبنى). فبالرغم من الحمل الثقيل الذي أودعته الظروف الحالية لمختلف مكونات المجتمع وخاصة على كاهل الاستاذ الذي انهكته كل المعارك، فإننا نضع نصب أعيننا هدفاً واحداً أساسياً هو النجاح بتقديم نموذج حقيقي وفعلي عما يمكن للتعليم الرسمي أن يحققه.
الحلبي
ثم تحدث الوزير الحلبي، فقال: عندما جئت إلى هذه المنطقة العزيزة، كنت أعتقد ان إقليم الخروب هو خزان الرجال، لكن اتّضح أنه خزان النساء، وبصورة خاصة أن الإقليم معروف انه يضم عدداً كبيراً من القضاة الزملاء والضباط في كل الاسلاك العسكرية والعديد من المعلمين في القطاعين الرسمي والخاص والكثير من الكفاءات الأخرى.
وأعرب عن سروره لتواجده في هذا الصرح العلمي المميز، موجّهاً التحية إلى مَن أسمي هذا الصرح بإسمه، فرحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شاكراً النائبين محمد الحجار وبلال عبد الله وكل من تواجد في هذا الحفل.
أضاف: في كل جولاتي، يطغى الهمّ المعيشي على الهمّ التربوي، لقد جئنا اليوم في ظروف صعبة جداً، لكن جئنا لنرى مدرسة رسمية كان لها دور تاريخي في تربية أجيال من اللبنانيين تبوّأوا مراكز عالية، وكان من يعلمهم مؤسسات تعليمية رافدة بكفاءات عالية، وكنا نرى تضحيات عمرها عشرات السنوات.
وتابع: هناك تناقض كبير أمام الطالب، بين ما يطلع عليه في العلوم الحديثة والمعارف الجديدة، وبين ما يأخذه من مناهجه في التعليم، نتيجة المنهاج التربوي القديم، وهذا شيء يطال كل تلاميذ لبنان”، لذلك وضعنا ورشة تطوير البرامج على نار حامية، وبدأنا العمل وتقدمنا خطوات إلى الأمام فيها، وصلنا إلى الإطار الوطني للمناهج الجديدة، التي تكون الإطار والنتيجة العالية، لما يمكن تصوره لإدخال معارف جديدة في التعليم، لنمكن تلامذتنا من مواكبة الحداثة منذ نعومة اظافرهم، في مراحل متطورة، ولذلك المركز التربوي بالتعاون مع الوزارة يضع الأسس لتحديث كل هذه المعارف، ولدي أمل كبير إننا في شهر شباط 2023 نستطيع القيام بأول تجارب عملية على عدد معين من المدارس، ونقيم مقدار هذه التجربة على ضوء تجاوب التلاميذ والهيئات التعليمية. أملنا الاكبر، بأن السنة الدراسية التي تبدأ في أيلول 2023 تتعمم أكثر 2024، فهذه ورشة كبيرة على امل ان نتمكن من متابعتها، حتى وإن تغيرت الحكومة وتغير الوزير، فأنا سأواكب هذه الورشة لأنها لبّ الإصلاح التربوي والنظام التعليمي في المدارس في لبنان.
ونوّه بالمدرسة والتربية والتعليم في لبنان، مؤكداً انه يكاد يكون الميزة التفاضلية الوحيدة الباقية بعد انهيار جميع القطاعات في لبنان، مشدداً على أن “ليس هدفنا من وراء مسؤوليتنا في وزارة التربية إلا تعزيز القطاع التربوي في لبنان”.
وقال: “اما في ما خص الهيئات التعليمية والعاملين، فالمعروف أن المدارس تلقت في صناديقها أموالا، ولكن هناك مشكلة في السحب، وتوزعت الحوافز، وهناك مدارس لم تصلها، اما المساعدة التي أقريتها 180 دولاراً، تكاد تكون كاملة باستثناء عدد يسير لاخطاء تقنية تمت معالجتها، كما أن كميات من الكتب تم توزيعها ولكن التأخير حصل من قبل اليونيسيف في توزيعهم”.
واستطرد بالقول: لقد أخذتُ نقابات معلمي الابتدائي والمهني والثانوي لزيارة وزير المالية، حتى لا يفسَّر أن وزير التربية لا يلاحق هذه القضايا، وقد وعدنا أنه في الأيام العشر الأوائل من شهر أيار ستُصرَف المنحة، وحتى اليوم لم يحصل شيء، ولكننا في مجلس الوزراء سنثير هذا الموضوع، لأنه لا يمكننا ترك العاملين في القطاع العام يعانون”.
وختم: “أشد على ايديكم وأقدّر تضحياتكم ووقفتكم، لقد كسبنا معكم الرهان على التعليم الحضوري هذه السنة، وانقذنا النظام التعليمي المدرسي الرسمي، لأنه كاد هذا النظام أن يسقط، لولا أن اتخذنا هذا القرار الذي ساعدتموني في تنفيذه وهو التعليم الحضوري”، آملاً أن تكون مرحلة ما بعد الانتخابات مرحلة جديدة أفضل.
مداخلات وجولة ودروع
بعدها، كانت مداخلات لعدد من مدراء المدارس الذين عرضوا لمشاكلهم والصعوبات والمعاناة التي يواجهونها يومياً خاصة مع استفحال الأزمة الاقتصادية.
بعد ذلك جال الوزير على الصفوف وتحدث للطلاب طالباً منهم المواظبة على العلم لأنهم جيل المستقبل الواعد للبنان، متمنياً لهم النجاح في امتحاناتهم.
وفي ختام اللقاء قدمت مديرة مجمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري التربوي سحر إبراهيم للوزير درعاً بإسم الهيئة الادارية والتعليمية، كما قدّمت مديرة مدرسة شحيم الثالثة سهى زرزور درعاً آخر بإسم المدرسة وهيئاتهها الادارية والتعليمية.