أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ “مقترفي جريمة انفجار المرفأ ما زالوا يتمتّعون بحريتهم فيما أهل بيروت يُعانون”، لافتاً إلى أنّ “سنتين مرّتا ولم يتوصّل القضاء إلى كشف الحقيقة لأنّ السطوة السياسية تُعيق عمله وتمنع العدالة”.
وشدّد المطران عودة، خلال ترؤسه جنازاً لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ، على “أنّنا لا نبتغي سوى أمر واحد وهو معرفة حقيقة ما جرى في المرفأ ومعاقبة كلّ من خطط عن قصد أو ساهم عن غير قصد ومن غضّ النظر رغم علمه بخطورة المواد الموجودة”. وتساءل: “كيف سيقف المسؤولون أمام منبر الله وبماذا سيُجيبون؟ وكيف يواجهون أولادهم وأحفادهم عندما يسألونهم مَن فجّر بيروت ولماذا؟ بل كيف يوجّهون ضمائرهم؟ سنتان قضتا على جريمة لم يكن أحد ليقبلها لبيروت”.
كما لفت إلى أنّ “معرفة الحقيقة لن ترجع أيّ ضحية إلى الحياة ولن تشفي المصابين، إلا أنها بالتأكيد تطمئن قلوب أهالي الضحايا والمصابين، لأنّ المجرم كُشف والعدالة تحققت وسيكون العقاب رادعاً لكلّ من تسوّل له نفسه القيام بعمل مدمّر في المستقبل”.
وتابع المطران عودة: “نطلب من الله أن يُخرِج المسؤولين من أنانيتهم، وليتجاوزوا كبرياءهم وليُفرجوا عن التحقيق بانفجار المرفأ عوضاً عن تعطيله، لكي تظهر الحقيقة ويُعاقَب الفاعل. ونصلّي من أجل كلّ من لا يزالون خارج منازلهم المدمّرة يفتّشون عن سقفٍ وحياة كريمة، أمّا أحياؤنا الذين سقطوا في التفجير الآثم فصلاتنا متواصلة من أجل أن يكونوا في مقرّ راحة حيث لا وجع ولا حزن بل حياة لا تفنى”.
ورأى أنّ “دولتنا، وبدل الحفاظ على الإهراءات كشاهد على جريمة العصر، قد تكون مزمعة على هدمها لمحو ذكرى المآسي التي عاشتها بيروت وأهلها أو لمحو الأدلة وتجهيل الجناة”.
وأضاف المطران عودة قائلاً: “المسؤولون مشغولون بأنفسهم ومعظم أبنائنا غادروا البلد طلباً لسقف يأويهم أو سعياً وراء عمل يؤمّن لهم حياةً كريمة في بلاد تحتضنهم… المسؤولون في الزمن البشري لا يأبهون لخير المواطنين، لذلك ندعو الجميع إلى عدم الإتكال على الرؤساء حيث لا خلاص عندهم.