وجهت الدكتورة دعد ناصيف القزّي رسالة الى “متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك” المطران جورج بقعوني بشأن قرار إقفال مدرستي المخلص بدارو والعناية الدورة، جاء فيها: سيادة المطران جورج بقعوني المحترم … تحيّة معطّرة بروح القيَم الإنسانية التي أرساها السيّد المسيح.
سيادة المطران بقعوني، أكثر من مئة وثلاثين عاماً من العطاء أمضتها مدرسة المخلص في ترببة الأجيال الصاعدة، نراها تترنح اليومَ أمام بعض المصالح المادية الضيّقة، البعيدة عن مبادئ ايماننا الداعية الى نُصرة الفقراء والمظلومين، والتكاتف بوجه المحن.
سيادة المطران بقعوني، نذكركم بأن المدرسة استُهّل سجلّها بعبارة “باسم الله الحكيم” تيمنا بالحكمة الالهية ملهمة كل معرفة وتربية، واستطاعت بالاعتماد على الله وبفضل ادارتها الحكيمة تخطي كافة العقبات، لاسيما أثناء الحرب الأليمة، فأين الحكمةُ أنْ يُمحى هذا الماضي العريق من خدمة الإنسان والعيش الواحد بـ”شحطة قلم”.
سيادة المطران، هل هكذا يكونُ الوفاء للجيل المؤسس والمربّي منذ العام 1887 على يد الارشمنديت اكليمنضوس فرح في عهد المطران ميلاتيوس فكاك، ولكل من تعاقبوا على إدارة المدرسة؟.
سيادة المطران بقعوني، بغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي دفعتكم لاتخاذ لقرار إقفال المدرستين.. من يتحملْ مسؤولية تشريد أكثر من مئة عائلة من أفراد الهيئتين التعليمية والادارية الذي أمضوا سنين عمرهم في خدمة الأهداف التربوية للمدرستين، فضلا عن مئات التلاميذ المهددين بالبقاء خارج الصفوف لاسيما في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية والإجتماعية الصعبة التي يُعانون منها؟. وأليس من واجب الكنيسة أن تقفَ بجانبِ أبنائها في هذه الظروف، التي تغاضت الدولة فيها عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، أم يُكتبُ في سجّل الكنيسة أنّها كانت المعينةَ على ظلم الناس؟.
سيادة المطران بقعوني، أين أنتم من تعاليم الكنيسة، حين تصبحُ المدرسة مجردَ وسيلةٍ لكسب المالِ لفئةٍ قليلةٍ على حساب الطبقاتِ الإجتماعية الفقيرة والمتوسطة الدخل، متناسيةً كلّ رسائل “بابا الفاتيكان” للوقوف الى جانب هذه الفئات، مع العلم أنّ مدرسة المخلص لم تكن طوال السنوات الماضية خاسرةً بفضل ادارتها الرشيدةَ، رغم التسهيلات الكبيرة التي تُقدّمها لأهالي التلاميذ المعوزين عبر الجمعية الخيرية في أبرشية بيروت.
للتذكير أخيراً، أن المطرانية آثرت بناءَ المدرسة قبل كنيسة المخلص بثلاث سنوات، بما تحمله هذه الخطوة من دلالاتٍ كبيرة على أهميةً العلم الذي يوصلنا الى معرفة الله، وترسيخ معاني الإيمان الحقيقي في رقيّ الإنسان وتطوره، فهل يُطيحُ هذا القرار من سيادتكم بإقفال المدرسة بهذا العرف المعتمد من قبل الارساليات على مرّ مئات السنين، فضلاً عن أثاره السيِّئة على سمعة الرسالة التربوية، السامية للكنيسة؟.
ومن منطلق الحرص على القيم الايمانية للكنيسة الكاثوليكية، فنحن نطالبكم ونأمل من سيادتكم إعادة النظر بهذا القرار الظالم بحق مئات الأسر وتاريخ المدرسة العريق في نشر العلم وثقافة العيش الواحد .. وذكّر فإنّ الذكرى تنفعُ المؤمنين