إقليم الخروب

عودة الفرح والأمل إلى الإقليم.. إنطلاق مهرجان “سوق الجمعة” في داريا

خديجة الحجار

كان اقليم الخروب بالأمس مع البهجة والفرح، فبعد غياب قسري بسبب جائحة كورونا، عادت المهرجانات إلى المنطقة مع لجنة مهرجانات الاقليم بالتعاون مع بلدية داريا وبرعاية رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار، حيث انطلقت أمس فعاليات المهرجان الذي أُطلق عليه اسم “سوق الجمعة” احساساً بالأوضاع الاقتصادية التي تمر على لبنان، بمشاركة واسعة من المؤسسات التجارية في الاقليم.

بداية المهرجان كانت بحفل خطابي اقيم في منطقة الحرش في داريا، بمشاركة جمعية التنمية للحياة والسلام والكشاف المسلم، وبحضور، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بلال قاسم ممثلاً النائب بلال عبدالله، وليد عويدات ممثلاً النائب فريد البستاني، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس مصلحة الشباب والرياضة في وزارة الشباب والرياضة محمد سعيد عويدات، محمد ابو شقرا ممثلاً منسق عام جبل لبنان الجنوبي في تيار المستقبل وليد سرحال، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار ورؤساء بلديات داريا عبد الناصر سرحال وسبلين محمد يونس وعانوت عواد عواد، رئيس لجنة مهرجانات الاقليم الدكتور نضال شعبان، رئيس مجلس أمناء قضاء الشوف محمد الشامي، العميد زياد الجزار، رئيسة جمعية النجاة في لبنان الصيدلي ختام الحاج شحادة، رئيس النادي الثقافي في شحيم غياث الحجار، مخاتير ورؤساء بلديات سابقين وممثلين عن الأندية والجمعيات، والمؤسسات الراعية كشركة المخازن ومطابع الشوف الحديثة في داريا ومؤسسة “حِرَف” وحشد من أبناء المنطقة.

استهل الحفل بالنشيد الوطني ودقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار المرفأ، ثم القت سناء شعبان كلمة  فرحبت بالمشاركين، ولفتت ان  لجنة مهرجانات الاقليم  تسعى لتقديم أفضل ما عندها من أفكار النهوض بإقليم الخروب.

فواز

ثم ألقت رئيسة مجلس أمناء لجنة مهرجانات الإقليم نادرة فواز كلمة فقالت: نطلّ عليكم اليوم في لجنة مهرجانات إقليم الخروب، بعد غيابٍ قسري كان بطلُهُ فيروس كورونا القاتل، الذي حرمَنا اللقاءَ بكم، لقاءَ الأهلِ والأبناء من بلدات وقرى إقليمِنا الحبيب” .

 أضافت “جئناكم اليوم في هذه الظروف الإقتصادية والمالية الصعبة، مبادرين في محاولةِ للتخفيف من الضائقةِ على أهلنا من خلال تأمين بعض الإحتياجات اللازمة لمنازلنا بالسعر الأفضل، وللترفيهِ عنهم رفعاً للإحباطِ واليأسِ عن مجتمعنا شيباً وشباباً علّنا نساهمُ ولو بقدرٍ قليل من إفراحهم وإسعادهم.”

 وشكرت فواز بلدية داريا رئيساً وأعضاء لاستقبالها لنا على أرضها، كما شكرت لجنة مهرجانات الإقليم، الرئيس الدكتور نضال شعبان، الهيئة الإدارية والجمعية العمومية على الثقة التي أولوني إياها خلال الفترة الماضية، واكدت على الاستمرار في الوقوف الى جانب الاهل في المنطقة .

وشددت على ان إقليمَ الخروب النابضَ بالعلم، وخزانُ الإدارات والمؤسساتِ العامة، والعامودُ الفقري للقضاء والقوى العسكرية والأمنية يستحقّ منّا الأفضل، ودعت الى التسلح بالأمل ونُقدِمَ على التغيير من أجل إقليم خروب أفضل في إطار لبنان الذي نحلم فيه.

سرحال

وكانت كلمة لرئيس بلدية داريا المهندس عبد الناصر سرحال، فلفت الى أن لبنان يمر بظروف صعبة واستثنائية، فلا نكاد نعبر نفقاً إلا وندخل في نفق أشد ظلمة، مؤكداً أن الاستسلام ليس من خيارات الشعب اللبناني، وخصوصاً أبناء إقليم الخروب المشهود لهم بالكفاءة ونظافة الكف، وخير دليل على ذلك اصرار شعبنا على الاستمرار في الحياة، هو هذا نشاط لجنة مهرجانات الاقليم.

 وأشار إلى أن سوق الجمعة يحيي فينا ذكريات جميلة وعريقة، ويذكرنا بسوق الجمعة في بلدة شحيم، الذي يتناقل الأباء والأجداد والأجيال اخباره.

 وشكر رئيس اتحاد البلديات والقيمين على المهرجان، لاختيارهم بلدة داريا لإقامة هذا النشاط، لافتاً الى أن حرش داريا أصبح وبفضل الجهود التي بذلت طوال سنوات مقصداً لأهالي البلدة والبلدات المجاورة، وهو المتنفس الوحيد على صعيد المنطقة، فضلاً عن وجود حدائق خضراء، وحديقة للاطفال، وملاعب ومواقف سيارات، ومأكولات ومشروبات، والأهم الأمن والأمان.

عبد الرحمن

وتحدث المربي أشرف عبد الرحمن بإسم أهالي داريا فقال: ونحن ننتظر مناسبة تريح نفوسنا مما يختلج فيها من مشاعر تقدير واحترام واعتراف بالخير والحق والاعمال المباركة والكثير من الانجازات المهمة والضرورية لانماء البلدة ورقيها واسعاد ابنائها .

وشكر رئيس البلدية والاعضاء لهذه النشاطات، منوهاً بالجهود التنموية والتجميلية للبلدة من طرقات وحدائق وملاعب لصغارنا  واستراحات لكبارنا وشيبنا .

كما أثنى على الجهود التي تمت في دفع مخاطر كورونا، منوهاً بهذا النشاط الذي من شأنه تخفيف الاعباء المعيشية عن ابناء البلدة والمنطقة، شاكرا بإسم اهالي داريا الجميع على هذه اللفتة في داريا .

 ابو ضاهر

 من جهته نائب رئيس لجنة مهرجانات الاقليم  رئيس نادي الفتيان في الزعرورية، يوسف ابو ضاهر، رحب بالحضور وعرف بلجنة المهرجانات ودورها، وعرض للنشاطات التي أقامتها منذ انطلاقتها في العام 2019 حتى اليوم، لافتا إلى أنها تطمح لأن ترتقي إلى مصاف اللجان الفاعلة في لبنان أمثال بيت الدين وبعلبك وصور وغيرها.

وأكد أنه بالرغم من الظروف الصعبة والوضع الاقتصادي الضاغط وجائحة كورونا، قامت اللجنة بالتحضير لماراتون دعما لمستشفى سبلين الحكومي، كما باشرت بالتحضير للقرية الدولية، ولكن هذه النشاطات لم تبصر النور  بسبب جائحة كورونا..

ولفت الى ان فكرة اقامة سوق الجمعة، ولدت من صميم الواقع الاقتصادي الصعب والتدهور الحاد في قيمة العملة الوطنية،  عله يساهم ولو بجزء بسيط بالتوفير المادي على الأهالي، كما أن تسميته بسوق الجمعة هو للدلالة بأنه سوق شعبي يضم كل الاحتياجات وبأسعار مخفضة، بالاضافة الى الى عروض فنية وترفيهية للصغار والكبار.

وشكر راعي النشاط وبلدية داريا والمؤسسات الراعية والأندية والجمعيات على تعاونهم ودعمهم لإنجاح النشاط.

الحجار

ثم تحدث راعي النشاط رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار فأشار إلى أن حديقة داريا أصبحت ملاذاً لكافة المناسبات في إقليم الخروب .

وأكد انه منذ استلامه رئاسة الاتحاد،”عمل على دعم المشاريع العامة، ومن خلالِ هذا الاهتمامِ، كانت مشاركةُ الإتحاد في مشروع حديقة داريا الذي هو بين المشاريع الأولى التي أستطيع تسميتها مشاريع إتحادية، ومن ضمن برنامج العمل الذي تقدمت به، والذي يتضمن تجميل مداخل الإقليم ومداخل البلدات وإنشاء الحدائق وزرع جوانب الطرقات وغير ذلك الكثير، تمكنا من تحقيق أكثر من إنجاز ووضعنا على سكة التنفيذ أكثر من مشروع .”

وشدد الحجار على أهمية هذا النشاط، من خلال الإصرار على الحياة وإعطاء فسحة أمل ومتنفساً لأبناء الإقليم والمحيط وهو قامت به لجنة مهرجانات الإقليم مشكورة بإصرار وتصميم لهذه السنة تحت مسمى ” سوق الجمعة” الإسم الذي يعرفه كافة أبناء الإقليم في كافة بلداته، وقد طورت اللجنة رؤيتها بشكل سريع لتصبح نشاطاتها منتظرة من جميع الأهل في الإقليم .”

واعتبر  ان لجنة مهرجانات الإقليم تلاقت أهدافها مع رؤية الإتحاد في رفع مستوى العمل الثقافي والإجتماعي وحتى السياحي، وأنا على ثقة أن الإتحاد سيبقى أحد الداعمين الأساسيين لهذه النشاطات في كافة أنحاء الإقليم، وهذه اللجنة تلبي تطلعاتنا مما يسعدني أن أكون بينهم، شاكرا رئيس وأعضاء اللجنة، والعاملين فيها بشكل تطوعي، خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، حيث تتضاعف أهمية الأنشطة الإجتماعية الإنسانية، وهي تمثل محوراً هاماً من محاور التنمية المستدامة .

وتوقف الحجار عند رؤية الاتحاد، فقال: ان الإتحاد بتصوري هو الذي يضع رؤيا مستقبلية للإقليم، ويضع تصوراً كيف نريد للإقليم أن يكون بعد سنوات وما هو مستقبل الإقليم أي مستقبلنا. فمنذ البداية، نحاول أن يكون الإتحاد “مجلس تخطيط وتنمية”: التخطيط أولاً بسبب ضعف الإمكانيات المالية لكنه يحفظ المنطقة ويحدد دورها المستقبلي في الوطن، والتنمية لأنها أساس العمل البلدي وذلك ضمن رؤيا تتماشى مع توجهات المواطن .

وأضاف “أما بالنسبة لوباء كورونا، فقد شعرنا في الإتحاد منذ بداية انتشار الوباء بأهمية دور البلديات واتحادها وعملنا في مجالات متعددة وفق توصيات خلية الأزمة المركزية ومنها: دعم مستشفى سبلين الحكومي، دعم مركز الحجر في الوردانية، تنظيم فحوصاتPCR ///، كما عملنا في حملات التعقيم في الأماكن والمؤسسات العامة وفي القرى التي لا يوجد فيها بلديات،  وبالرغم من أوضاع الإتحاد والبلديات المالية الصعبة فقد صرفنا ما يقارب /500/ مليون ليرة بحوالي السنة لمكافحة وباء كورونا، ونعمل حالياً وفق تعليمات وزارة الداخلية على أشغال الصيانة الضرورية ومكافحة الوباء وتأمين النفقات الإدارية الضرورية بما فيها الرواتب

وللأسف كان تأثير الوضع الإقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار واستمرار انتشار الوباء على الإتحاد بمشاريعه المستقبلية كبيراً فلم نستطع متابعة العمل لإبراز المعالم السياحية في الإقليم (مؤتمر مقرر مع جامعة بيروت العربية الدبية) كما توقف مشروع المخطط التوجيهي لإقليم الخروب (مع جامعة بيروت العربية الدبية) وفرص وإمكانيات الإستثمار في الإقليم مع مؤسسة إيدال، كما توقفت مشاريع دراسات الطرق.وتوقف تنفيذ العديد من المشاريع في مجالات البنى التحتية والحدائق العامة وغيرها الكثير .

الشيف ريشار

وكانت كلمة للشيف ريشار فوجّه تحية للحضور، وقال: جئت إلى بلدة داريا، هذه البلدة الجميلة، ما أضيق العيش لولا فسحة الامل،” وانا اقول نعم هنا يوجد الأمل، فتحية لسكان هذه المنطقة.  لقد افتتحنا مطعما لبنانيا في الهند، علما ان هذا المطعم كان يحب أن يفتتح في بيروت، لكنه تأجل، واحببنا تمثيل لبنان في الخارج، ولكننا سنعود ونتابع المسيرة.

وحيا لجنة مهرجانات الاقليم على جهودها، متمنياً عودة الامل والاستقرار إلى لبنان.

توزيع دروع

بعدها جرى توزيع الدروع على رئيس الاتحاد زياد الحجار ومحمد سعيد عويدات ونادرة فواز ورئيس لجنة مهرجات الاقليم نضال شعبان واحمد شحادة ممثلاً شركة المخازن.

ثم جرى قص شريط افتتاح السوق، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام من الساعة 7 حتى الساعة 12 ليلاً،  مع حسومات تتخطى ال %20  وبعض العروضات على السلع الإستهلاكية والمواد الغذائية والمنتوجات البلدية والمنزلية وغيرها من الاشغال.

 وتخلل حفل الافتتاح دبكة ولوحات فلكلورية لأكاديمية النادي الثافي في شحيم، تدريب مروان الحجار، ومسرحية للأطفال بعنوان “حكيمان والأصدقاء”.

تصوير: زياد شعبان – خاص صدى الاقليم

Next Article:

0 %