إقليم الخروبتصنيف

“تعالوا إلى كلمة سواء”.. ندوة لمكتب شؤون المرأة في حركة أمل في الوردانية

خديجة الحجار – صدى الإقليم – الوردانية

ضمن اجواء الأعياد الميلادية المجيدة ، نظم مكتب شؤون المرأة- شعبة الوردانية في حركة أمل ندوة ثقافية بعنوان: ” تعالوا إلى كلمة سواء”، في حسينية البلدة تحدث فيها كل من مليحة موسى الصدر، المربية ناهد سوسان والدكتورة دعد القزي، وحضرها : عضو المكتب السياسي في حركة أمل رحمة الحاج، مسؤولة الاتحاد النسائي التقدمي في الإقليم سوسن ابو حمزة، عقيلة وزير العمل مصطفى بيرم، عقيلة المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، عقيلة رئيس البلدية وعقيلات ضباط وقضاة ، نجوى سعيد ممثلة جمعية الوعي والمواساة الخيرية، مسؤولة مكتب الشؤون الاجتماعية في الوردانية، وفد من دار الايتام الاسلامية، مديرة مدرسة الوردانية صفاء شمس، مدراء مدارس وفاعليات تربوية أعضاء دائرة شؤون المرأة في الحركة ، وحشد من سيدات البلدة والقرى المجاورة.

بركات

افتتحت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم من خديجة بيرم، وتقديم من الدكتورة ميساء بركات التي رحبت بالحضور، وأكدت أن السيد المسيح عليه السلام لم يركز في دعوته فقط على الناحية الدينية والإدارية فقط بل تعداها إلى النواحي السياسية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، وكذلك الإمام موسى الصدر الذي قارب روحية ما جاء في القرآن والإنجيل ليبين أوجه الالتقاء بينهما واحترام الإنسان كأنسان.

القزي

ثم تحدثت الدكتورة دعد القزي فاعتبرت ان العيش المشترك لغويا يعني انه حيث تعيش فئة الى جانب فئة اخرى او فئات عديدة .وامام هذه الفئات ثلاثة خيارات :
اما ان يكون تعاون , شراكة , تشابك , اتفاق , تغتني من الاخرين ويغتني الاخرون منها
واما ان يكون الغاء الاخر , بحيث لن يعود ذلك الاخر موجود فهذا ما فعله قابيل بهابيل
واما ان يكون صراع مصالح , لا سيما على المستوى الاقتصادي من يسرق الاخر ؟ من يستغل الاخر ؟…
فالعيش المشترك هو عقد اجتماعي وسياسي بين المسيحين والمسلمين في لبنان يقضي بالمساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة المتوازنة على كل الاصعد لبناء سليم للدولة والمواطن، وليس عقدا دينيا كما يظهر اليوم من اجل المتاجرة به لا كرامة لله بل حفاظا على منافع وامتيازات فالله في خلقه لم يميز بيننا
ولفتت ان أزمات لبنان الحالية الاقتصادية والصحية والاجتماعية لم تسببها الاديان والطوائف بل العكس الازمات تهدد العيش المشترك .
فخيار التعايش السلمي بين مكونات مجتمعنا اتخذ منذ انشاء دولة لبنان الكبير ،فالتعايش الذي اتفق عليه اللبنانيون منذ الاستقلال لا يعني الذوبان او الانهاء القصري للاختلافات والتباينات او تجميدها، انما يعني الاعتراف بحق الاختلاف وواجب المساواة ،فالاختلافات بين البشر حالة طبيعية ولكن لا ينبغي ان تقود الى انتهاك الحقوق او التعدي على حقوق الاخرين المادية والمعنوية ،وانما ينبغي ان تضبط بواجب المساواة .
واعتبرت ان الكبار العظام، أمثال الإمام موسى الصدر والقديس البابا يوحنا بولس الثاني وغيرهم.. فهموا رسالة لبنان الحقيقية ورددوا أمام الله والتاريخ والشعب طالبين من كل العالم أن يحافظوا على مثال لبنان التعايش معاً، وألا يحوّلوه من مكان يعيش فيه، بصورة سلامية، كل أبناء الله متعاونين، متآخين، متضامنين على الخير والسلام، إلى مكان صراع على الحقوق الخاصة والمكتسبات الفردية بعيداً عن الحق العام والقانون الشامل والعدالة الاجتماعية والإنسانية.

سوسان

من جهتها المربية ناهد سوسان قالت” بأن لبنان بلد التعايش والإخاء والمحبة والتلاقي بين الطوائف والأديان السماوية وهو نعمة الهية لا يجوز التفريط بها ويجب الحفاظ عليها، مشيرة إلى أن جميع الأديان السماوية دعت إلى التلاقي والمحبة وعدم التفرقة ، لذا فإن وحدتنا تنقذ بلدنا وتمنع الشرور والمخاطر الخارجية”.
ولفتت “ان الامام موسى الصدر كان رجل حوار بامتياز، تركت أفكاره أثرا إيجابيا في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، مؤكدة أن التعايش الإسلامي المسيحي في لبنان هو صورة حضارية ، ونموذج يحتذى به في العالم أجمع.”
وعبرت عن أملها “بتحويل النظام الطائفي في لبنان إلى نظام ديمقراطي يعتمد على الكفاءات، وأن نسعى للعمل نحو وطن جديد،من خلال تغيير المفاهيم واحترام القوانين ، ومواطنة وتأسيس سياسة جديدة تنبثق من الأخلاق وتقوم على محاربة الفساد أولاً”.

عباس

كلمة الدفاع المدني في جمعية الرسالة- الإسعاف الصحي القتها منى عباس فعرضت للخدمات التي يقدمها الدفاع المدني وجهوزيته الدائمة لخدمة أبناء المتطقة، كما شكرت كل الداعمين له.

الصدر

واختتمت الندوة بكلمة لمليحة موسى الصدر التي عبرت عن غبطتها لوجودها في هذا اللقاء وتحديدا في الوردانية، للحديث “عن ولادة السيد المسيح والتي ترتبط ايضا بأفضل نساء الكون السيدة مريم ، مشيرة أن ولادة السيدة مريم تستحق الوقوف عندها لما لوالديها من مواقف رسمت الخط النبوي، فتسليمها لما امرها الله به واصغاؤها لارادته شكل اللبنة الأساسية في حياة السيد المسيح فهو من نسل اختص بالعبادة والتفرد بطاعة الله”. مستشهدة يقول للمرحوم رضا الصدر من كتابه “المسيح في الاسلام” ” المسيح كلمة والتكلم لا ينفصل عن الكلمة، والكلمة تعني حوار”.
ثم عرضت لمحاضرة للإمام موسى الصدر بعنوان: “اللقاء”، حيث قال “بأن الكثرة في الكون مجال وساحة لمبادلة البضاعات والكفاءات ، والكثرة تؤكد الوحدة، لأن كل منا بحاجة إلى الاخر، وحاجته إلى الاخر تجعله متلاقيا معه ومشدودا به”.
“على أنه كلما كثر التفاوت كثرت الوحدة ، فكثرة التفاوت تكثر الحاجة وكثرة الحاجة تشد الارتباط والتوحيد واللقاء بين أبناء مجتمع واحد.”

واعتبرت وبحسب الإمام الصدر، “بأن الغرور مرض خبيث يجمد الإنسان ويمنعه من الاخذ، في حين أن كثرة الطوائف تزيد في غنى المجتمع وتزيد في تفاعله، لأن كل طائفة لها تراث حضاري وثقافي ، تأخذ من الطائفة الأخرى تراثها الثقافي والحضاري، وهكذا يزداد التفاعل وتزداد الحاجة، وبالتالي تزداد الوحدة، “من هنا” فإن لبناننا مدعو لأن يقوم بهذا الدور ،لأن فيه من تفاوت الاقاليم والطوائف والحضارات والثقافات ما ليس في مجتمع اخر، ولذلك بامكان المجتمع اللبناني أن يكون أغنى نتيجة لمزيد من التجارب الثقافية ، وأن تكون وحدته اقوى.فاللقاء بين الإنسان والله يتم عن طريق العبادة”.

المزيد من الصور داخل الرابط التالي:

Next Article:

0 %