بقلمكم

ما لم يقله سعد الحريري.. قاله جمهوره

مصدر الصورة: مستقبل ويب

بقلم رئيسة تحرير موقع صدى الاقليم خديجة الحجار

وصل إلى أمام ضريح والده، ترافقه عمته وعمّه وشقيقته.. قرأ الفاتحة.. حيّا جمهوره بيدٍ ممدودة للعُلا شاكرة وفاء أناسٍ هبّوا لملاقاته في طريق محفوف بالمخاطر، وأعلنوا تأكيدهم أن “لا بديل عن الأصيل”..

17 عاماً ولا زالت ساحة الشهداء تضجّ بالحبّ في يوم الحب، لكنه حبٌّ من نوع ٍ آخر، حبٌّ يستحيل عمَّن فجّر بيروت في 14 شباط 2005 أن يفهمه، وعمّن فجّر بيروت في 4 آب 2020 أن يقتنع به. حبٌّ فريد من نوعه وسط غابات من وحوش تنهش بلحم المواطنين وترسم قصصاً واهية عن انجازات ومشاريعَ رسمها وهندسها شخص واحد هو رفيق الحريري.

17 عاماً اختصرها جمهور رفيق الحريري اليوم بصمتٍ لم يستطع أن يكسره أحد إلّا وصول الرئيس سعد الحريري، صمتٌ رغم عدم تباين الموقفين، إلّا أن الصمت الذي ترافق لحظات ما قبل اعلان استشهاد رفيق الحريري يشبه صمت اليوم قبيل وصول سعد الحريري إلى الضريح، والصرخات التي ترافقت مع اعلان الاستشهاد تشبه صرخات الوصول..

لحظتان لا تشبهان ولا يجب أن نشبّههما ببعض، ولكن هي قصة واحدة لشعبٍ آمن بمشروع رسمه رفيق الحريري واستمرّ به سعد الحريري بنفس الروحية، إلّا ان التوقيت مختلف. فلا وقت رفيق الذي أتي لإعمار لبنان يشبه وقت سعد الذي أتى عند اغتيال لبنان، ولا وقت سعد الذي عانى الأمّرين مع دول وشعوب غلّبته وقهرته يشبه وقت رفيق الذي لاقى احتضاناً دولياً.

ما شهدته ساحة الشهداء اليوم هو رسالة واضحة للقاتل الذي لا زال يسرح ويمرح على عين الدويلة المحمية من الدولة بأن رفيق الحريري رغم التغييب الصعب باقٍ في قلوب محبينه، ورسالة أخرى للجمهورية المحمية من الدويلة بأن سعد الحريري ليس زعيماً إنما هو إرث لن يقبلوا باستبداله.

Next Article:

0 %