بقلمكم

يا حسرتي على ضادي!

بقلم منيرة جهاد الحجار

أناديكم

وقد غصَّتْ حنجرتي

شربْتُ من خمرِ الغريب

حتّى سكرتُ

فأضعتُ الضّادَ من لساني…

تمتمتُ بكلماتٍ

تغذَّت على كرهِ حضارتي

فأعلنَ الكونُ حالةَ استنفارِ

ظلامٌ، وحياةٌ لا تشبه حياتي…

أضعْتُ روحي

بين فتاتِ الأغرابِ…

أين البحرُ الذي أمدّنا بجواهره؟!

أين الأمُّ التي اعتصرتْ جراحَها

ودوّنتْ بدمائها تاريخ العربِ؟!

أين مرآتي التي كنتُ أرى فيها عظمتي؟!…

تناثرَ وجودي

وانطوتْ عروبتي…

وإذا بطائرٍ، من بين الرّفاتِ

ينتفضُ

ألقى عليّ بدمعه، فاستيقظتُ..

عندها…

أعلنتُ حربَ قلمي

ونثرتُ الحبرَ فخْرًا بالضّادِ..

وعاهدتها:

إمّا أنْ تكونَ للحياة انبعاثٌ

وإمّا قيامةٌ من بعدها..

أو مماتٌ إلى الأبدِ…

وإن كان التّخلّي عن ضادي حضارةً

فلا يسعدُني أن أكونَ حضاريًّا

وقد أُحيطتْ بي جدارُ الذّلِّ والهوانِ…

أَأَتركُها بعد اليومِ..

وقد جعلتني قدّيسًا

يملكُ مفاتيحَ الجنَّةِ؟!

وفي عروقي تمدَّدَتْ

فأدمنْتُها حتّى المماتِ…

بعد الضّادِ ما من لغةٍ تفتنني

فلكم لغتكم ولي لغتي…

Next Article:

0 %