بقلمكم

الحبيبُ الغائب – دعاء الخطيب

لم أُعاشِرهُ طويلًا، لَٰكنَّني عاشرتُهُ فترةً تكفي لِأُوقِنَ بِأنَّ للرّجولةِ معنًىٰ، وهَٰذا المعنىٰ هو!

بِأنَّ المبادِئَ ليسَت آراءَ نأخذُها من الآخرين، وإنَّما نظامُ حياةٍ يكبُرُ معنا.. وأنَّ الحِنكةَ ليسَت للتّفاخُرِ بل لِفهم ما يدورُ حولَنا!

أورثَني النّباهةَ، وأهداني حبًّا وعطفًا كما لو أنَّهُ كانَ يعرفُ أنَّهُ سَيغيبُ قريبًا؛ لِتبقىٰ هَٰذهِ الذّكرياتُ عائشةً في روحي لِحينِ ألقاهُ من جديد!

(سيدو!) لَطالَما قلتُها حبًّا؛ حينَ ألقاهُ.. اِحتماءً بهِ؛ حينَ خوفي..

صرختُها في لقائِنا الأخيرِ، مُحمّلًا في تابوتِهِ، آخِذًا جزءًا من قلبي معهُ إلىٰ مثواهُ الأخير! همستُها ومازلتُ؛ شوقًا لِأحَنِّ رجلٍ في العالم!

ذاكَ الغائبُ الحاضر.. المرحوم الشّيخ محمّد.. جدّي!

الكاتبة الأردنيّة دُعاء الخطيب

Next Article:

0 %