تصنيفلبنانيات

“فرصة” تجمع بين عدد من الجمعيات لمحاربة “الإدمان على المخدرات”

هاشمية: الإدمان مرض وليس جريمة

حجار: المهمة صعبة وصعبة جداً ولكنكم طبعاً قادرون

خاص صدى الإقليم – خديجة الحجار

برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلاً بوزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار، وتحت شعار “الإدمان مرض مش جريمة”، أُطلق مشروع “فرصة” بهدف الوقاية وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون بين عدد من الجمعيات أهمها، بيروت للتنمية، إمكان (الحاج أحمد هاشمية)، أم النور (المطران غي بولس نجيم)، الشوف للتنمية (دعد القزي ورويدة الدقدوقي)، المنهج الخيرية (محمود ابراهيم الأحمد)، وذلك في صالة وولتز في فندق سمرلند في منطقة الجناح في بيروت، في حضور حشد من الفعاليات السياسية والأمنية والاجتماعية والدينية من مختلف المناطق اللبنانية.

افتتح الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية من الإعلامية الزميلة لينا دوغان فقالت: تحت عنوان “مشروع فرصة” نجتمع اليوم لنتوحّد في وجه آفة يواجهها مجتمعنا ألا وهي الإدمان، فعندما نكون أمام فرصة علينا أن لا نضيعها، بل وجب علينا أن ننتهزها ونغتنمها خاصة إذا كانت سانجة لتحمي أولادنا من مرض خبيث بدأ يضرب كل ما يحيط بهم وهو المخدرات، مؤكدة أن من الأسباب التي أدت لإقفال دول الخليج أبوابها أمام لبنان هي أن بلدنا مع الأسف أصبح يصنّع ويخرّب المخدرات. وكلنا يعرف كيف توزع هذه الآفة في زواريب المناطق بين الشباب الذين أصبحوا بلا أمل بمستقبل أفضل، واجدين الملاذ بالمخدرات.

هاشمية

ثم تحدث رئيس جمعية بيروت للتنمية وجمعية إمكان الحاج أحمد هاشمية، فقال: مثل اليوم تتأسست جمعية بيروت للتنمية منذ 24 عاماً على أيدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وللمناسبة إنه لشرف لي أن أشارك مع جمعيات صديقة للتصدي لآفة إجتماعية خطيرة وهي الإدمان على المخدرات.

وتابع: لبنان اليوم في قلب الانهيار والدولة تحاول لملمة شتات مؤسساتها، فيما الشعب اللبناني يعاني من أزمات اقتصادية وأمنية ومعيشية وبطالة مستفحلة وتضخّم، فيما تتقلّص أحلام الشباب ويلجأون إلى الهجرة، فيما يهرب البعض بالهروب من واقعه المأزوم باللجوء إلى المخدرات.

للأسف تنظر بعض الدول إلينا، وخصوصاً الشقيقة منها، كمصنع وممرّ للمخدرات، وهذا الأمر يسّر للشباب وفرة في التعاطي بالمخدرات التي تساهم في تدمير منظمة القيم الأخلاقية التي نتمتّع بها في هذا الشرق وتدمّر ما تبقّى من سلامة الأسرة والمجتمع.

وأضاف: الإدمان مرض وليس جريمة، لذلك يجب أن تتظافر جهودنا جميعاً مع الدولة والمجتمع المدني والأهلي للتصدي لهذا المرض الذي بات ينتشر كالوباء بين جيل الشباب.

وتمنى على وسائل الإعلام إيلاء مضار المخدرات الأولوية وأثرها السلبي على المجتمع ككل.

إن هذه المبادرة التي نطلقها اليوم مع باقة من الجمعيات بحاجة إلى تعاون على مختلف المستويات، داعياً الأجهزة الأمنية لتكثيف جهودها في سبيل إيقاف التصنيع والتهريب، آملاً أن يكون هذا التعاون باكورة لمستقبل أفضل للشباب والمجتمع ككل.

المطران نجيم

ثم ألقى مؤسس تجمّع “أم النور” المطران غي بولس نجيم كلمة قال فيها: لقاء جميل لأنه يتم بين أناس قيمة الإنسانية ويتحركون في ظل إرضاء الله، وهو لقاء لنكون لهؤلاء مما استعبدهم المخدر “فرصة” خلاص. وهو أيضاً لقاء لنعمل معاً كجمعيات في بيروت والشمال واقليم الخروب والبقاع لتحرير من خضع للمخدرات وتأهيله ليستعيد عافيته ومساعدته للانخراط في المجتمع كعضو فعال.

ودعا الحكومة والمجتمع للعمل معاً، مؤكداً التعاون مع الجيش والقوى الأمنية وكل الوزارات المعنية، معتبراً أن ضمانة النجاح هم رجال الدين.

الأحمد

بعد ذلك ألقى رئيس جمعية المنهج محمود ابراهيم الأحمد كلمة قال فيها: نأتي من طرابلس، المدينة الأشد فقراً التي كانت يوماً مدينة مزدهرة بالعلم والعلماء، ومركزاً اقصادياً ومقصداً للسياح، إلى أن غيّرتها الحرب فتحوّلت إلى أحد أكثر الأماكن تهميشاً وإفقاراً وحرماناً، فغاب العلم وانتشر الجهل، وظهر التسرب المدرسي والبطالة وظهرت الآفات وعلى رأسها آفة المخدرات.

وتابع: هنا نشأت جمعية المنهج الخيرية لتضع نصب عينيها نشر العلم والوعي في المجتمع ومحاربة الآفات الخطيرة المنتشرة، فتوسّعت خدماتها على المستوى التربوي والصحي والاجتماعي، فأسست المدارس لمحاربة الجهل والتشرب المدرسي لحماية الأطفال من أن يتحولوا وقوداً للحرب، ومراكز للرعاية الصحية الأولية.

وبسبب ارتفاع نسبة البطالة وغياب الساتقرار الاجتماعي وانهيار المؤسسات وما تبعها من انتشار اليأس بين المواطنين وعدم الاستقرار العائلي وازدياد حالات الطلاق والتفكك الأسري وما نتج عنهامن استغلال للأطفال والشباب وتوريطهم في تعاطي وتجارة المخدرات والتسويق لها، وأمام هذا الواقع المرير ومن رحم هذه المعاناة، وُلدت فرصة لتكون شعلة أمل تنير درب المدنين وفرصة تعاون وتكاتف بين الجمعيات الخيرية لمشروع متكامل على مستوى الوطنن فأبصرت فرصة النور على طريق المنهج بإمكان.

وختم: انتم أمام فرصة كبيرة لحماية شبابنا وتحقيق طموحنا في إنجاح هذا المشروع لوقاية ومعالجة المدمنين على المخدرات.

حجار

ثم ألقى وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار كلمة راعي الحفل، فقال: نجتمع اليوم لنؤكد أن الفرصة لا زالت متاحة، وأننا جميعاً بحاجة إلى اقتناص الفرص وتحقيقها في حياتنا، لنواكب قدرات وتطوّر قدرات ونبني وطناً. تجمع هذه المبادرة ثلاث جمعيات نكنّ لهم كبير التقدير والاحترام، لهم تاريخ طويل من العمل الإجتماعي المتنوّع والضروري لمجتمع يعاني، يتطلّب منا جميعاً تضافر الجهود والسعي الدائم لابتكار طرق حديثة ومتطورة لمعالجتها وتوحيد الجهد وتضافر القوى لصناعة التغيير.

وتابع: مجتمعنا يساؤلنا ويطلب منا أن نكون دائماً إلى جانبه منتبهين لاحتياجاته، وصادقين في مساعدته، عاملين على خلق فرص في حياته في زمن قلّت فيه الفرص، وعلى إضاءة شمعة في ظلمة مآسي، داعين له بالحياة في زمن اللاحياة، والرجاء في زمن اليأس، والفرح في زمن البؤس.

المهمة صعبة وصعبة جداً ولكنكم طبعاً قادرون، وخصوصاً وأنكم متضامنون، ففي الاتحاد قوة، ونحن نعوّل على اتحادكم وندعم جهودكم ونشد على أيديكم. كيف لا وانتم تحاربون أخطر آفة تضرب المجتمعات وتدمّرها، فالمخدرات تنطلق من الفرد لتبيد مجتمعاً بكامله، تنزع منه الفرح الحقيقي وتلبسه ثوب سعادة قاتلة تهدم فيها المؤسسة الاجتماعية الأولى، أي العائلة، ومنها تضرب أسس الطموح والتقدم بأي مجتمع.

وختم حجار: الويل ثم الويل لوطن غرق شبانه في تعاطي المخدرت، إذا أنه يزول بزوالهم. شباب لبنان أمامكم، بين أيديكم وأيدينا، وهو بحاجة للرعاية والتوجيه والعلاج. قدّرنا الله واياكم على صناعة الخير.

توقيع الاتفاقيات

وفي ختام الحفل وقع هاشمية والجمعيات المشاركة على اتفاقيات تعاون والهدف منها هو الحد من آفة المخدرات وانتشارها في المجتمع والوقاية وإعادة التأهيل.

كما تخلل الخفل عرض فيديو لرؤساء الجمعيات المشاركة في هذا المشروع عرضوا فيه لتصوّرهم للحدّ من آفة المخدرات

Next Article:

0 %