بقلمكم

تجربتي كطالبة في زمن كورونا – نور أبو حرفوش- لبنان

عندما بدأت جائحة كورونا لم نعلم أن حياتنا ستنقلب رأسا على عقب. اعتقدنا كطلاب أن الأمر سينقضي سريعاً وأننا سنعود إلى مقاعد الدراسة. ولكن ما حصل لاحقاً كان أشبه بنهاية العالم. غادرنا مقاعد الدراسة واعتكفنا في منازلنا. حضّرنا أجهزة الكمبيوتر وأعددنا مكتباً بجانب قابس الكهرباء تحسباً لأي انقطاع، فنبدّل الكابلات سريعاً حتى لا نخسر من وقت المحاضرة. وبقينا في حالة انتظار. وما زلنا في حالة الانتظار هذه حتى الساعة.


لا البيت زاد اتساعاً ولا الانترنت زاد سرعة. التعلّم في زمن الكورونا من أصعب التحديات التي خاضها جيلنا. نحن جيل التكنولوجيا والطاقة والحفلات والأفراح، صرنا سجناء في أجسادنا. فعلى الرغم من دعم أهلنا لم ينخفض منسوب التوتر والضغط. لقد فقدنا منافس عدة كنا نلجأ إليها وأصبحنا المراهقين المزعجين في محيطنا. نتمنى لو أن الآخرين يفهمون أننا نعاني من قلق كبير.


والحقيقة أننا لم نقتنع بأن التعليم عن بعد يكفي لنقول أننا اكتسبنا كل المهارات اللازمة والمحددة لهذه السنة الدراسية، على الرغم من جهود أساتذتنا ومعاناتهم التي تشبه معاناتنا.


قريبا نأمل أن نعود إلى الجامعة لنسلم على بعضنا ونتشارك الضحك بلا كمامات. لقد تعلمنا منذ فترة أن التكنولوجيا ساهمت بهدم الجسور بين الناس وقد مرت باختبار كبير لردم المسافة بيننا هذه الفترة. ولكن ماذا عن الجسور المحطمة في داخلنا؟

Next Article:

0 %