حرب غزة.. ما هي خلفيات الحرب الحقيقية وكيف أصبح لحماس وروسيا والصين ومصر مصالح مشتركة؟؟

سامي حمدان

لا بد من التفكير العميق لماذا رئيس اميركا ورموز أهم دول الناتو أتوا الى الكيان الصهيوني خلال الحرب في سابقة لا مثيل لها في التاريخ، و لماذا أرسل الناتو أهم و أكبر بارجاته العسكرية!!

إن الصراع الإقتصادي الخفي هو الذي يؤدي الى حروب كبيرة و عالمية…. والسبب الأهم في حرب غزة هو الصراع الإقتصادي بين روسيا والصين من جهة، وأميركا و عشقها للسيطرة على العالم بالدم من جهة أخرى…

قام الغرب في السنوات الماضية بإنشاء طريق اقتصادي عالمي يبدأ بالهند مروراً بالخليج، ومن ثم الشرق الأوسط، فلسطين المحتلة عبر حدود غزة، ثم الى أوروبا، والذي يشمل سكك الحديد وربط الموانئ وخطوط الأنابيب… الهدف منه هو استهداف طريق الحرير الصيني الذي يمر عبر قناة السويس  والعمل على إلغاء دورها لاحقاً، وهذا يُعتبر ضربة اقتصادية قوية جداً لمصر، (من هنا نفهم هذا التصعيد من الرئيس المصري بالحرب)، لتحل مكانها قناة المشروع الغربي قناة بن غوريون التي تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط….

فمن مصلحة روسيا والصين إسقاط هذا المشروع الغربي، إذ يُعتبر حرباً اقتصادية غير معلنة عليهم، وذلك من أجل كبح جماح وطموح الصين الأممي العابر للحدود والعالم والجامع للبشر من مختلف الأديان والأعراق.

فبالتالي الدول التي تبنّته (أي المشروع الغربي)، عليها ان تعاني مشاكل كبيرة بما أنهم انضموا إلى المعسكر والمشروع المواجه للصين و روسيا، ومن بينهم الكيان الصهيوني. وما يحصل في غزة هو مواجهة بين هذين المشروعين إذ ان الكيان الصهيوني يريد تهجير سكان غزة لكي يؤمن خط قناة بن غوريون ومشروع الغرب المواجه لطريق الحرير الصيني….

إذاً، فإن روسيا و الصين و حماس لديهم مصلحة مشتركة في زعزعة الكيان الصهيوني وقطع الطريق على هذا المشروع الغربي، بالإضافة الى ان دعم الكيان الصهيوني الى أوكرانيا دفع روسيا الى التنسيق مع حركة حماس حيث دعت القيادة الروسية حماس الى زيارة موسكو اوائل هذا العام كرسالة الى الصهاينة. لا بد من الإنتباه ايضاً الى ان ٧ اكتوبر بداية طوفان الأقصى هو عيد ميلاد الرئيس الروسي بوتين (هذا  في السياسة تاريخياً له دلالات ورسائل كثيرة).

قريباً سنرى صواريخ الكورنيت الروسية في أيدي المقاومة الفلسطينية وهي تدمر الدبابات الصهيونية في غزة، هذا بالإضافة الى الأسلحة الغربية التي ارسلت الى اوكرانيا واستولت عليها روسيا، سنراها أيضاً مع المقاومين في غزة عند الإجتياح البري، هذا بالإضافة الى ان الدعم العسكري الصهيوني الى اوكرانيا قد توقف بالكامل، وانخفاض الدعم العسكري الأميركي الى اوكرانيا والصرخات اللتي بدأت تسمع في الكونغرس الأميركي حيال تكلفة هذا الدعم.

هذا فضلاً عن الصراع على حقول الغاز في بحر غزة بين السلطة الفلسطينية و الكيان الصهيوني من جهة و حماس من جهة أخرى…

_{الآراء الواردة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها فقط ولا تعبّر بالضرورة عن سياسة الموقع}