وسام أبو حرفوش وليندا عازار – الراي
… أخطر ما في بلوغ لبنان ما يشبه «الخمس دقائق الأخيرة» قبل انزلاقه إلى حربٍ ولا كل الحروب، أنه يُقتاد إلى ملعبِ النار ودولتُه كأنها في مَقاعد الجمهور، لا حول لها ولا قوة، بالكاد تلهو بخطةِ طوارئ من حواضر بيتٍ حلّ فيه الخرابُ وملّ الإحترابَ بين أهله.
إسرائيل الغاضبة، المصابة بهذيانٍ سياسي وجنونٍ عسكري بعد صفعةِ السابع من أكتوبر، سبقَ أن أطلقتْ عناقيدَ غضبها ضد لبنان مراراً وتكراراً، وأكثرها دموية كان قبل 27 عاماً، يوم إرتكبتْ مجزرة قانا، فكانت الدولةُ بالمرصاد وكان تَفاهُمُ ابريل 1996.
لم يكن الدمُ المسفوكُ في قانا قد جفّ حين إنطلق رفيق الحريري كأنه «حاملة طائرات» تجوب العالمَ من أجل لبنان… حرّك هواتفَه الحمر، وإستنهض صداقاته، وحطّ في عواصم الكبار، فشكّل في طاقته وطاقمه «اللوبي اللبناني» الحاضر في كل مكان.
الحريري، الذي كان ينتزع الدولةَ من «فم الأسد» رويداً رويداً، قادَها بإسم لبنان لحشد التأييد الدولي وكبْح عدوانية إسرائيل… إلتقى صديقَه الرئيس الفرنسي جاك شيراك، زار رئيسَ الوزراء البريطاني جون ميجور، وحطّ عند الرئيس الروسي بوريس يلتسن، وطيْفُه حَضَرَ بقوةٍ في قمة الدول السبع والقمة العربية.
لم يكن رفيق الحريري، الذي أمْضى نهاراتٍ وليالٍ طويلةً في الجو، مجرّد شخص. كان «ماكينةً» لعلاقاتٍ إقليمية ودولية مكّنتْه يومَها مِن تعديل الموقف الأميركي بمؤازرةِ الأشقاء السعوديين، ومِن حشْد الأمم المتحدة خلْف لبنان بمساندة الأصدقاء الفرنسيين.
الرجلُ الشغوفُ بوطنه لم يملّ ولم يكلّ ونَجَحَ في هنْدسةِ «تفاهم ابريل» الذي أُعلن من السرايا الحكومية في 26 ابريل 1996 كإنجازٍ لم يقتصر، كما يُشاع، على شرْعنةِ المقاومة أو تحييد المدنيين فحسب، بل جَعَلَ الدولةَ اللبنانيةَ شريكاً على الطاولة لا مجرد شاهِدٍ على رصيف الإنتظار، وأنهى معزوفةَ «زحْفاً زحْفاً نحو القدس».
عندما سَقَطَتْ «أقمارُ عيناتا» واحترقتْ أجسادُ الفتيات الثلاث، تذكّر الجميعُ كم حيواتٍ أنقذها رفيق الحريري بتحييده المدنيين في التفاهم الذي ما زال «يخدم عسكريّتَه»، من ضمن قواعد الاشتباك التي جعلتْ الجنوبيين يَنعمون بالأمان في ظلال الإنجاز الذي حقّقه «الوزنُ الدولي» للزعيم اللبناني، ابن عاصمة الجنوب… وكل لبنان.
والحريريةُ التي أخرجتْ الدولةَ من تحت رماد الحرب الأهلية حجزتْ لها مكاناً في معادلة «تفاهم ابريل 1996» الذي كَسَرَ الخطوطَ الحمر أمام جيشها الممنوعِ من الذهاب إلى الجنوب، تماماً كما كانت للحريرية اليد الطولى في صنْع القرار 1701، الذي يُعانِدُ السقوطَ الآن، كما الدولة المغيَّبة.
في دولة الخراب الآن، جلُّ ما تسعى إليه ديبلوماسيةُ «أفضل الممكن» البقاء على السمَع كـ «صندوقة بريدٍ» بين الخارج و«عينِه الحمراء» وبين «حزب الله» الذي أَكْثرَ الكلامَ عن «كل الاحتمالات واردة وكل السيناريوات على الطاولة»، بعدما سكَبَ حالةً من الضابية وهو غير القادر على التقدم خطوة إلى الأمام أو التراجع خطوة الى الوراء.
في المنعطفات الحرِجة، كما هو الحال الآن، يَفْتَقِدُ لبنان رافعةً اسمُها الحريرية، من رفيق الحريري إلى سعد (الحريري)، مدرسةٌ فهمتْ العالمَ ورعتْ تفاهماتٍ مع الخارج وفي الداخل… فالفراغُ الذي ينهشُ البلادَ لا يقتصر على آليات الحُكْمِ بل يمتدّ إلى الخواء السياسي في ظل قوى تحوّلتْ «ضيعوية» لا أكثر.
لا رئيس جمهورية منذ أكثر من عام، حكومةُ تصريف أعمالٍ منقوصة الصلاحيات، برلمانٌ عاطل عن العمل، جيشٌ مهدَّد بالشلل، وزاراتُ كلٍّ يغني على ليلاه… وحربُ الـ «يا قاتل يا مقتول» تشتعل جنوباً وكأنها باقية وقد… تتمدّد.
على جبهة الجنوب، وحدُه «حزب الله» يقبض على السرّ وبيده الزرّ… بقايا الدولة تتلقى، حيناً النصائح وحيناً التحذيرات، وما يشبه الإنذارَ في أغلب الأحيان، ولسانُ حالها ما باليدِ حيلة، ما يجعل رفيق الحريري الغائب الأكثر حضوراً في لحظةٍ تتدحْرج البلاد إلى حافة حرب لا هوادة فيها.
بين «لعبة الأمم» التي دخلتْها المنطقة ومعها لبنان وبين اللعب على حافة الهاوية، ثمة قراءاتٌ تضجّ بها الكواليسُ حول «صندوقة باندورا» المفتوحة على مصرعيها، وسط تقديراتٍ بأن زلزالَ غزة يصعب فصله عن صفائح ساخنة في غير مكان على الكوكب حرّكها الصراعُ الكبير الذي أطلّ برأسه في 2018 بين أميركا والصين، يوم بدأ دونالد ترامب بالتضييق على بكين عبر زيادة الرسوم على السلع المستوردة فيها، قبل أن «يجنّ» الأميركيون جراء تمكُّن «هواوي» من تحقيق «فَتْحٍ» لا يُستهان به ببلوغها جيل الـ«G5» لشبكات الهاتف الخليوي، فأطلقوا على الصين حرباً تهويلية شعواء.
من العالم السفلي لهذا الصراع، أطلّ «كورونا»، الوباء – اللغز، الذي غزا العالمَ على وقع تأويلاتٍ كثيرة عن أصْله وفصْله، ومن بينها ما كشفتْه تقارير علمية ذاع صيتُها أخيراً (أحدها ياباني) يُشتمّ منها أن «كورونا» وأخواته فيروسات مخبرية كان الهدف منها ضرب مكامن قوة الصين (العنصر البشري) «فهي أول مَن أعلنت الإقفال التام وآخِر من أعادتْ فتح أبوابها».
ولا تخلو مجالس سياسية من إحاطاتٍ لـ «الكرّ والفرّ» بين «الكاوبوي» و«التنين» والذي إمتدّ تباعاً فوق رقعة الشطرنج التي إسمها العالم… أدركتْ الولايات المتحدة مغزى التمدّد الصيني عبر «خط الحزام وطريق الحرير» وتَوَغُّله في أفريقيا وشرق آسيا، فحرّكت أحجاراً كثيرة طارَ معها عمران خان في باكستان التي أطلقت يد الصين لبناء مشروعٍ لم يكن ليمرّ من الهند بسبب تعقيداتِ ماضٍ لم يَمْضِ بين بكين ونيودلهي.
الإندفاعةُ الأميركيةُ لخلْع خان في باكستان ترافقتْ، وفق هذه الإحاطة، مع الإنسحاب الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاماً من الوجود فيها وترْكها لقمةً سائغة لطالبان علّها تقطع دابرَ خطِّ الحرير عبر إستخدام الإسلاميين كـ «عبوة ناسفة» في وجه اليسار الصيني الجديد.
وجاءت الحرب الأوكرانية بمثابة حربيْن في واحدة… حربٌ أوكرانية – روسية في الميدان، تدفعها الولايات المتحدة من الخلف بمؤازرةِ أوروبا المطيعة، وحربٌ باردة رديفة بين واشنطن وبكين عبر جعْل موسكو خاصرةً رخوة في الحلف المُعادي لأميركا.
وفوق الصفيح الساخن لـ «الحربين»، إنفجرتْ حربُ السودان وتطايرتْ الإنقلاباتُ من أفريقيا وهبّتْ رياحٌ حامية على تايوان. فبدا العالمُ وكأنه ينقسم على نفسه من جديد… قديمُه الصراعُ على إدارة الكوكب بين أحاديةٍ تعمل الولايات المتحدة على الإحتفاظ بها وعالمٍ متعدد القطب تريد الصين وروسيا حَجْزَ موقع متقدم فيه، «وتالياً لم تكن حرب غزة سوى واحدة من حلقات الصراع الأممي».
قبل صاعق السابع من أكتوبر الذي إنفجر في الشرق الأوسط وصار إسمُه حرب غزة، كانت إنعقدت قمتين عالميتين على جانب من الأهمية وأظهرتا حجمَ الإنقسام الدولي على ضفتيْ بحرٍ هائجٍ تتلاطم فيه 55 أزمة، أكثرها إستقطاباً تلك التي تستوطن الشرق الأوسط منذ 75 عاماً… قمة البركس وقمة العشرين… إنقسامٌ ما فوق ايديولوجي تُعَسْكِرُه المصالح الإقتصادية في الدرجة الأولى.
يكفي في قمة البركس، التي إنعقدت في جنوب أفريقيا وسط حشد غير مسبوق من العدسات، التدقيقُ في هوية الدول التي دعيت للإنضمام إلى هذا النادي ومكانتها… مصر، تركيا، إيران، السعودية والإمارات. نقلةٌ عكستْ، بحسب الإحاطة نفسها، نزوح المعمورة نحو إنقسامٍ أكثر حدة في ضوء «شد الحبال» بين الجبابرة.
ولم يكن عابراً ان يولد في قمة العشرين التي إستضافتْها نيودلهي خط الهند التجاري الجديد في مواجهةٍ ذات طبيعة إستراتيجية لخط الحرير الصيني… ففي ظل خفوتٍ متعمَّدٍ للصوت الروسي والصيني في هذه القمة، جرى رسمُ الخط الهندي الذي أريد منه ربْط آسيا بأوروبا من دون المرور بإيران وقوس نفوذها (اليمن، العراق، سورية ولبنان)، كما تَجَنَّبَ تركيا وعرّج على مرفأ حيفا.
وبدا منذ اللحظة الأولى لِما حَدَثَ في غلاف غزة أن عَصْفاً هائلاً أطاح بالستاتيكو القائم، فإنهارتْ الترتيباتُ الجديدةُ مع فتْحِ جبهةٍ جديدة للولايات المتحدة وإسرائيل، أعادتْ الصراعَ العالمي إلى إصطفافه التقليدي حول قضية فلسطين… روسيا والصين على موقفهما المعهود ومعهما إيران التي إستثمرتْ طويلاً في المنطقة، في مواجهةِ الغرب الذي جاء بقضّه وقضيضه. أما العرب فانبروا إلى تشكيل «حائط صدّ» أمام «جنون الترانسفير» ويضغطون لوقف الحرب على غزة وناسها.
ورغم مضيّ نحو شهر على حرب غزة التي إستدرجتْ أطرافاً عدة إلى «المصيدة» وإستدعتْ تحريكَ «أصابع» إيران، فإن طوفان الدم والنار مرشّحٌّ للمضي إلى وقتٍ يصعب التكهن بمداه، وهو الذي بدأ بـ «كبسةِ زرٍّ» من مكانٍ ما عطّلت السياجَ الإلكتروني حول القطاع المحاصَر ومكّنتْ «حماس» من إقتحامِ غلاف غزة بسهولة. وإذ أنكرت إيران أي «إصبع لها في إشعال الحريق»، أقله في التوقيت، فمَن نَزَعَ الصاعق؟
في الأندية السياسية انطباعٌ بأن ثمة مَن أراد حشْر الولايات المتحدة في الزاوية في سنةِ إنتخاباتٍ رئاسية، وإراحة روسيا بحرْف النظر عن حربها في أوكرانيا، وتقديم جائزةٍ كبرى إلى الصين التي تحصد ربحاً صافياً مما يجري… ربما أريد من حربٍ بمعارك كثيرة تدور الآن فوق أشلاء غزة وأهلها ولادةَ نظامٍ عالمي متعدّد القطب يعيش مخاضَه على إمتداد ملاعب النار في أكثر من بقعةٍ ساخنٍة تشي بإشتداد الحرب الباردة.
هذه هي «لعبة الأمم» التي جعلتْ الشرق الأوسط يترنّح من جديد فوق فوهةِ الشرّ المستطير. أما «الألاعيب» في الإقليم، فإنها تنطوي على رمزياتٍ كثيرة ما زالت تموّجاتُها خاضعةً لِما ستكون عليه إتجاهاتُ الريح في حضرة المدمّرات الأميركية في بحرنا والكلام الذي صار همْساً عن «وحدة الساحات» وتَناوُبِها وتَفَكُّكِها، وأدوار الجبهات المُشاغِبة والمُشاغِلة والمشتعلة، ولا سيما جبهة الجنوب للبنان والشمال لإسرائيل.
قبل إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وبعدها، تَأكَّدَ المؤكد. فالحزب الذي أوحى بأنه «لم يكن يعلم» تماماً كإيران، أَفْلَتَ من يده عنصرُ المفاجأة كسلاحٍ فتّاكٍ في أي حربٍ، وحُرم أمينُه العام من إحداثِ أي صدمةٍ بعدما جرى تأخيرُ إطلالته وتضخيمها وتحميلها جرعاتٍ زائدة من الإثارة أضرّت بـ «الواقعية» التي تحلى بها خطابُه.
فـ «حزبُ الله» المُمْسِكُ بخيوط اللعبة في لبنان وبالإمرة الإستراتيجية ومفاتيح التحكّم والسيطرة كناظمٍ أمني – سياسي، لن يجازف بـ «هلاكِ» حَجَرِ الزاوية الذي يتكئ عليه هذا الجسم الكبير الذي إنتزع أدواراً إقليميةً لا يُستهان بها… «البيتُ الشيعي» أو ما يُعرف بـ «البيئة الحاضنة» والبلد – القاعدة الذي إسمُه لبنان.
وبين إقليميةِ الحزب الذي تَعَوَّدَ الجنوحَ للعب دور رأس الحربة في «محور الممانعة» وبين الأثمان الهائلة لزجّ لبنان (والشيعة) في حربِ الـ «يا قاتل يا مقتول»، إختارَ «حزب الله» منطقةً بين منطقيْن فحرّك جبهةَ الجنوب وفق قواعد إشتباكٍ «متعارَف عليها» مع إسرائيل وفي حيّز جغرافي يحترمه الطرفان، وجَعَلَها تالياً جبهةَ مساندةٍ لغزة عبر «تقسيم» الجيش الإسرائيلي بإستدراج ثلثه ومعه قوات النخبة إلى الشمال.
يدرك «حزب الله» أنه رغم الإجماع اللبناني على التضامن مع غزة، فثمة صوت مرتفع لتجنيب لبنان الحرب، وتالياً هو يتحرّك على أرضٍ رخوة في جنوبٍ درزي – سني – شيعي ومسيحي، ولا بد أنه يأخذ في الإعتبار ما حدث يوماً في شويا التي إعترضت على تحويل أرضها منصةً لإطلاق الصواريخ. فجنوب الـ 2023 اللبناني لا يشبه بواقعه السياسي – الإجتماعي وبأحوال أهله والأهوال المعيشية التي تحوطهم جنوبَ الـ 2006.
وثمة مَن يعتقد أن «حزب الله»، الذي يُعْلي مصلحةَ بيئته الحاضنة (الشيعة)، يُحاذِرُ تعريضَ الملاذَ الوحيد للمتموّلين منهم لأن يتحوّل حُطاماً. فبعد التضييق الأميركي على متموّلي البيئة الحاضنة لم يعد من مكان لهؤلاء إلا المجيء بأموالهم إلى لبنان للإستثمار فيه، «ومن عادة رؤوس الأموال»الجبانة«تجنُّب الأخطار».
ورغم اللهجة العالية النبرة التي ميّزت مخاطبةَ نصرالله للأميركيين الذين «جاؤوا من أجلنا» بأساطيلهم، وتَوَعُّدهم بأنه أعدّ العدةَ لهم وذكّرهم بما أصابهم في مطلع الثمانينات، فإنها إنطوتْ على إقرارٍ بالخطر الذي أبحر مع «يو. أس. أس. فورد» التي رأتْ النورَ بعد حروب أميركا في المنطقة وتميل إلى إجراء تمرينٍ قتالي برفقةِ «أيزنهاور» و«أوهايو» و«يو إس إس فلوريدا» وقوات النخبة وجنرالاتٍ تَهافتوا تحت شعار منْع توسع الحرب، أي الحؤول دون إنضمام «حزب الله» إليها.
ومع تَوالي الأيام وتمادي إسرائيل في إرتكاب المجازر وإرتفاع عدّاد الضحايا الذي حصد أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، لم تَعُدْ قرقعةُ السلاح وحدَها تحتلّ الميدانَ وتحدّد إتجاهات المواجهة… فالوقفة المصرية – الأردنية الحاسمة والمدعومة عربياً ضد الترانسفير، وإنقلابُ معركة «الرأي العام» العالمي لمصلحة الفلسطينيين ووقفِ المذبحة بحقهم وبدءِ فتح مساراتٍ لحلولٍ ما، قلّصتْ من إحتمالات إنخراط «حزب الله» على نطاق واسع في حرب شاملة.
ويصعب، قبل أن تضع الحرب أوزارَها، إستشرافُ لائحة الرابحين والخاسرين، لكن في الإمكان رصد حصيلةٍ أولية تشي بأن دولتين في المنطقة تعانيان من مأزق حقيقي… إسرائيل التي مُنيت بعُطْبٍ إستراتيجي ولم تَصْحُ من الصدمة حتى الآن، وإيران التي غالباً ما قدّمتْ نفسها «زعيمةَ» المقاومة في المنطقة. ففي حال إنخراطها بالحرب دفاعاً عن أذرعها ستدفع ثمناً باهظاً، وفي حال نأت بنفسها ستخسر ورقة فلسطين، مدخلها الوحيد إلى «العالم السني».