بقلمكم

لا حرب شاملة في لبنان…إلّا إذا!

سامي حمدان

لقد كان رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو قبل الحرب على غزة في وضع سياسي حرج جداً و ملاحق قضائياً في قضايا فساد.

أتت عملية “طوفان الأقصى” و أحدثت صدمة تاريخية و وجهت ضربة قاسمة لصورة أقوى جيش في الشرق الأوسط بشكل عام و لمصير نتنياهو السياسي بشكل خاص، إذ أن هذه الثغرات الأمنية الفادحة و الفشل الإستخباراتي قد تُؤدي به الى الهاوية و إنتهاء مستقبله السياسي، فلقد شكّلت نكبة إضافية كبيرة جداً لنتنياهو الذي ما إن تضع الحرب أوزارها سيعود و يخوض حرباً سياسية داخلية من أجل خلاصه الشخصي والحفاظ على منصبه والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء، لكنه يبدو أضعف و أعجز من فعل ذلك كون نتيجة الحرب الإجرامية على غزة هي التي ستحدد مصيره السياسي.

صمود المقاومة الأسطوري في غزة والفشل العسكري والخسائر البشرية الكبيرة في الجيش الصهيوني وعدم تحقيق الهدف المعلن من الحرب “سحق حركة حماس”، كل هذه العوامل والنتائج المتوقعة للحرب ستؤدي بنتنياهو الى المحاكمة والوفاة السياسية.

أمام المجرم نتنياهو طريق مليئة بالألغام السياسية الداخلية، و المشكلة الرئيسية هي في تأثير اليمين المتطرف على قراره، على سبيل المثال عدم إقالة الوزير الصهيوني الذي هدد أهل غزة بالسلاح النووي، على الرغم من الضرر الإعلامي وانقلاب الرأي العام في الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني.

على صعيدٍ آخر، من الواضح أن أمريكا بإرسالها لأكبر بارجاتها الحربية المتطورة، التي يُمكنها أن تحمل صواريخ ذات رؤوس نووية، الى البحر المتوسط تُريد أن تُرسل رسالة رادعة الى كل دول المنطقة بأنها جاهزة وعلى إستعداد لخوض الحرب الشاملة مهما كلف الأمر، لكنها في الحقيقة لا تُحبّذ إندلاع حرب وجبهة جديدة في المنطقة، فهي غارقة في مستنقع الحرب الروسية الأوكرانية حتى رأسها، و بدأت تُعاني من نسب تضخم عالية، و هناك إنقسام بين أعضاء الكونغرس الأميركي حول إمكانية الإستمرار بهذا التكلفة العالية من الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.

بالرغم من هذا، لا بد من التنبّه الى أن الدعم الأمريكي والغربي متواصل لغاية الآن، ويمكن لهذا الدعم ان يعتبره نتنياهو خشبة الخلاص والسبيل الوحيد للهروب الى الأمام من كل أزماته.

لكن… هل يستغل اليمين المتطرف, الذي لديه تأثير قوي على قرار حكومة العدو الصهيوني، هذا التأييد والدعم الغربي اللامحدود و يُورّط أمريكا والغرب في حرب على لبنان والمنطقة؟!

Next Article:

0 %