حسناء بو حرفوش
في رثاء الصحافي اللبناني-العربي الكبير عمر حبنجر:
خبر الرحيل يأتينا كالصاعقة، فالبعض يشع بقوة عصية حتى على الموت.. هكذا كان أستاذنا الكبير وعراب الصحافة أينما حل، عمر حبنجر.
وجدنا فيه القدوة منذ بدأنا نحلم بمهنة المستقبل ورأينا في حكايته التي تروى لأجيال وأجيال، خيوط صبر وأمل وكفاح وإبداع. وأبصرنا بين سطوره فهم الكون.. ذلك العالم الذي قد يصدق أنه بحجم العمالقة وهو ذرة تذوب في اللاوقت.
هكذا أرانا عالمنا الممزق بين حروب متعددة وسلام يتيم. فهم اللعبة بكل قواعدها وعلمنا أن نثق بحدسنا أمام عبثية الإنسانية أحيانا.
عاش لحظات العالم على مفترق طرق جعل منه إنسانا حقيقيا مخضرما. عايش سقوط الزعماء وصعود غيرهم واهتزاز العروش وما اهتز إيمانه بقدرة الإنسان على إحداث فارق في وجوده.
مع رحيله عن هذا الكون الفوضوي الذي لم يوفر فيه المرء تفنناً في أذية أخيه الإنسان، تبقى ذكراه بارقة أمل بأن الأحلام ممكنة وبأن للرقي أرواح تتقنه وترشد الآخرين إليه.
بينما يغادر إلى مثواه الأخير، نتضرع لله ليزيد كل الأحبة إيمانا ولتتسلح عائلته بالتوكل والرضا كما عهدناها.
عزاؤنا أنه ترك في مسيرتنا أثرا سيرافقنا حتى الرمق الأخير وأن المنصات اللبنانية والعربية والعالمية تعبق بكلماته الراسخة وبصداها الأزلي..