بقلمكم

تاريخ السعديات.. “العشائر” وكميل شمعون في ذاكرة مختارها “أبو بهجت”

علي الشاهين

معرفة التاريخ مسألة هامة وجميلة ويزداد جمالها عندما تسمعها من ناس عايشوا وقائع ومجريات الاحداث .

عصر اليوم، ومع قهوة المرّة العربية، وفي ديوانيته العامرة بالدفء والطيبة، ولمجبولة برائحة تراب السعديات، استمعنا الى مختار السعديات “ابو بهحت ” ملخّصاً عن تاريخ وواقع العشائر العربية في السعديات.

السعديات تتبوّأ مكانة عزيزة عند العشائر خصوصاً انهم يقطنونها منذ  ٣ قرون حسب ما افادنا المختار.

هم أهل الارض.. أحبّوها وأحبتهم، فحافظ أجدادهم على الاملاك. يفيدنا  المختار ان جدته السيدة دهيبة الاسعد  كانت ” سيدة أعمال” حسب أعراف آنذاك، حيث  امتهنت اعمال تجارية مع فلسطين في ثلاثينيات   القرن الماضي، وركزت على شراء عقارات في السعديات، الى ان امتلك آل الأسعد الآلاف من الكيلومترات واصبحت مع العشائر الاخرى يمتلكون معظم اراضي السعديات.

 قصة قصر الرئيس الراحل كميل شمعون في السعديات

وفي سؤال لنا للمختارعن كيفية بناء الرئيس الراحل كميل شمعون قصره على ساحل السعديات، قال:

الرئيس شمعون، قبل توليه رئاسة الجمهورية عام ١٩٥٢، كان محامياً، وهو من بلدة دير القمر، ومن هواياته الصيد، حيث كان في مواسم صيد بعض الطيور يأتي للصيد في السعديات، وآنذاك  كانت  السعديات مليئة بالأشجار وانواع  عديدة من  الطيور، من  هنا ارتبطت علاقته مع  العشائر العربية  في السعديات.

ويضيف المختار ابو بهجت: أعجبت الرئيس شمعون قطعة ارض (وهي الموقع الحالي الذي بنى عليها  قصره، وهي قطعة ارض اشتراها من جدتي دهيبة الاسعد، و مساحتها ٢٢ الف متر مربع، ودفع ثمنها ٢٠  ألف ليرة لبنانية آنذاك ..

ومنذ ذلك الوقت اصبحت العلاقة معه، واستمرات مع اسرته حتى الآن (ابنائه واحفاده حتى الآن) .

وللتاريخ، اقول ان هذه العلاقة تميّزت بوفاء تجسّدت بأمور كثيرة بين الجانبين .

ويخبرنا المختار، ان “العرب” في السعديات بكل عائلاتها تحرص على صناعة مستقبل مشرق لشبابها  وشاباتها الذين اصبح الكثيرون منهم  يحملون شهادات علمية عالية… وفي ذات الوقت يحرص اهالي السعديات على استثمار الاراضي من خلال الزراعة، وهم يتأمّلون خيراً من انطلاق بلدية السعديات التي  صدر قرار انشائها منذ شهور.

لقد لمسنا  من المختار ان العرب في السعديات حريصون جدا على حفظ العلاقة الوطنية والطيبة مع قرى  الجوار، من الدامور صعوداً الى قرى الشوف واقليم الخروب ..

وللامانة، فإن ديوانية المختار ابو بهجت تشكّل محطة لضيوف وزوار المنطقة من أهل السياسة والشأن العام، وننصفه بكلمة حق أن المختار بلياقته ومناقبيته العشائرية “يبيض الوجه”، وكثيراً ما يشعر الضيف انه هو صاحب البيت اما المختار فهو الضيف.

مختار “انت تبيض الوجه”

مختار: انت للسيف وللضيف وغدرات الزمان …

انت: وجه العشائر على  بوابة الاقليم …

Next Article:

0 %